مجسمات وتماثيل عملاقة وجميلة شكلها النحات المغربي عزيز علوان، 37 سنة، من قطع الحديد والخردة من أجل التعبير عن تاريخ وثقافة بلاده، معتمدا على موهبته وعمله في مهنة الحدادة، حتى تم إدراج بعض أعماله ضمن قائمة التراث غير المادي لدولة المغرب في منظمة «اليونسكو».
تصنيع المجسمات استهوى «علوان»، من مدينة مكناس، منذ أن كان صغيرة، إذ ظهرت على موهبة الرسم وتشكيل المجسمات؛ وكان يستخدم القطع المنزلية التالفة لتكوين بعض الألعاب البسيطة:«مع مرور الوقت حصلت على شهادة الدبلوم في التركيب المعدني وهو ما أفادني كثيرا، بعدها التحقت بسوق العمل واكتسبت منه تجربة مهمة جدا دفعتني لأنشئ مقاولة خاصة بي في الحدادة».
اقرأ أيضا فن إعادة التدوير.. شباب يصنعون مجسمات لطيارة ودبابة من الخردة بالجيزة
«عزيز» يجسد تراث فن التبوريدة بمجسم حديدي
بعد عمل الشاب المغربي في مهنة الحدادة، بدأ يحاول استغلال القطع التالفة من الحديد والخردة لإنشاء مجسمات بأبعاد وأحجام مختلفة يهدف منها إلى محاكاة تراث وثقافة بعض المدن المغربية، وأبرزها مجسم للخيل البربري بفارسه، ما يُجسد تراث فن التبوريدة: «أبرزت من خلاله أدق التفاصل انطلاقا من السرج المغربي مع الفارس بلباسه الأصيل المتمثل في الجلباب والسلهام مع باقي اللمسات الأخرى الخاصة بالخيل والفارس»، وهذا العمل تم تصنيفه ضمن قائمة التراث غير المادي لدى منظمة «اليونيسكو».
اقرأ أيضا الخارجية الألمانية تلقب باحثة مصرية بـ«بطلة إعادة التدوير»: مبادرات بلدي السبب
بلغ ارتفاع مجسم الخيل البربري وفارسه، الذي شكله «عزيز» من قطع الحديد والخردة نحو 8 أمتار وعرضه نحو 4 أمتار، كما وصل وزنه إلى قرابة 3 أطنان: «اعتمدت في تشكيله على استخدام كميات ضخمة من قطع الحديد والخردة التالفة بالإضافة إلى مجموعة من القطع الميكانيكية، وهذا العمل تم بالتعاون مع المؤسسة الشريفية للفوسفاط (الجرف الأصفر)، بالمغرب، والهدف من وراء تشكيله هو الاستفادة من قطع الخردة التالفة وإضافة لمسات جميلة في بلاده تحكي تراثها وثقافتها».