| على غرار «اللمبي 8 جيجا».. خبراء يتوقعون نظام «التعليم» في عام 2050

تنبأ خبراء في الذكاء الاصطناعي أنه بحلول عام 2050 ستحدث طفرة تعليمية على يد الذكاء الاصطناعي، فسنجد الطلاب ينزلون المعرفة والمعلومات مباشرة إلى أدمغتهم من خلال معلمي الذكاء الاصطناعي دون وجود معلم بشري، بل وسيتلقون دروسًا تتناسب مع جيناتهم، فسيكون الواقع الافتراضي الأسلوب السائد للتعلم في ذلك الزمان، وأهم موضوع سيتعلمه الطلاب هو كيفية العمل مساعدا ذكيا للذكاء الاصطناعي.

الفصول الدراسية قد تصبح شيئًا من الماضي

جاء ذلك وفقًا لما ذكرته الخبيرة في علم مستقبل الذكاء الاصطناعي، تريسي فولوز، والتي عملت مع عملاء مهمين مثل Google وVirgin وTelefonica، كما تم إدراجها في قائمة أفضل النساء الخبيرات في مجال التنبؤ بالمستقبل في مجلة فوربس.

وأضافت أن الفصول الدراسية قد تصبح حتى شيئًا من الماضي، حيث يتعلم الطلاب بأنفسهم بمساعدة «معلمي» الذكاء الاصطناعي، وفي تقرير أعدته بالتعاون مع لجنة خدمة التعليم عبر الإنترنت «جو ستودنت» أن يمنح معلمو الذكاء الاصطناعي الطلاب «منظورًا جديدًا للمعلومات يمكن دمجه مع منظوراتنا البشرية الخاصة»، وتوقعت أيضًا أن تصبح مواضيع جديدة مثل دراسات الفضاء البيني والتكنولوجيا الحيوية مواد دارجة للدراسة مع تقدم البشرية، وأوضحت أن توقعاتها قد تبدو غريبة، ولكنها «ليست خيالًا علميًا».

العمل جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي

ستكون المهارة الأولى التي يجب أن يتعلمها الأطفال في المستقبل وفقًا لـ«فولوز» هي كيفية العمل جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي كـ«شريك آلي»، فقالت «أعتقد أن أكبر مهارة هي كيفية التفاعل مع الذكاء الاصطناعي وكيفية الحصول على ما تريده منه وكيفية اعتماد التوصيات التي يمكن أن يقدمها لك الذكاء الاصطناعي، والتعاون مع الآلات تبدو الآن مهارة مُستَهَانة جدًا في الوقت الحالي لأن الناس يعتقدون أنهم يعرفون كيفية القيام بها، ولكن في الواقع لا يعرفون ذلك»، وذلك كما جاء في صحيفة ديلي ميل البريطانية.

تنزيل الدروس مباشرة إلى عقول الطلاب

بحلول عام 2050 يمكن للطلاب أن يتعلموا فقط عن طريق التوصيل بجهاز حاسوب، وفقًا لما ذكرته تريسي فولوز، فأشارت إلى أن «العمل الجاري فيما يتعلق بالاتصال بين الدماغ البشري والحاسوب في الوقت الحالي أكثر تقدمًا مما يتصوره الناس خاصة في الصين، فلديهم بالفعل تقنية عصبية تقرأ بيانات موجات الدماغ».

وأكدت «لقد تحدثت مع مؤسسي العديد من الشركات التي تقوم بتطوير هذه التقنية، ويعتقدون أنها ستُدمج في كل شيء، بدءًا من سماعات الرأس الخاصة بنا وخوذ ركوب الدراجات، وحتى بعض الأنظمة التي قد نستخدمها، فلماذا لا يُستخدم في الفصل الدراسي أو خارجه؟».

الدروس مصممة وفقًت للحمض النووي لكل طالب

قد يكون بإمكان الآباء في المستقبل اختبار حمض الـ DNA لأبنائهم لمعرفة ما إذا كانوا أفضل في بعض المواد، واستلام خطة دروس مُخَصَّصَة بناءً على ذلك، فتعتقد فولوز أن الحكومات قد تتدخل لإجبار الأطفال على دراسة المواد التي هم «مولودون ليكونوا جيدين فيها»، وبحلول عام 2050 سيكون لدينا فهمًا لعلم الوراثة بما يكفي لإمكانية تخصيص الدروس لحمض الـ DNA الخاص بالطلاب.

الواقع الافتراضي هو وسيلة التعلم الرئيسية في المستقبل

قالت فولوز إن العديد من الدروس ستكون مُتاحة في الواقع الافتراضي، بدءًا من دروس حول الديناصورات إلى دخول أجسام البشر لدروس التشريح، وتعتقد أن الواقع الافتراضي سيكون وسيلة التعلم الأساسية لبعض المواضيع، فسيتم استخدامه في تدريب الممرضات والمسعفين، وأشارت أنه «لدينا جيل من الأطفال ينشأ يتعلمون بالفعل الكثير من الأشياء في بيئات مختلفة من خلال ألعاب الواقع الافتراضي والعوالم الافتراضية، وعندما يذهبون فجأة إلى المدرسة أو يرغبون في تعلم موضوعات أو مهارات جديدة، يحملون ذلك معهم لذلك ستكون هناك توقعات على الأجيال أنهم سيتعلمون في عوالم افتراضية».

معلم الذكاء الاصطناعي بدلا من المعلم البشري

تنبأت فولوز بأن المدرسة في المستقبل قد لا تحتوي على صفوف دراسية فعلية، حيث يختار الطلاب «التعلم الذاتي» بمساعدة معلمي الذكاء الاصطناعي المخصصين، وقد نرى ذلك الآن من خلال الناس الذين يستمعون إلى البودكاست، فنراها من خلال الناس الذين يشاهدون فيديوهات على يوتيوب عن كيفية القيام بأشياء معينة، ولكن في العشرين عامًا المقبلة سنستخدم الذكاء الاصطناعي المخصص لتعلم الأشخاص أو الموضوعات التي يثير اهتمامنا بشكل كبير، أو التي يمكن أن تساهم في تقدمنا في مجال الاهتمام الذي اخترناه أو العمل أو أي مجال آخر، لذلك قد لسنا بحاجة إلى فصل دراسي تقليدي.