| «علي» يرمم الآثار المصرية بـ«الذكاء الاصطناعي»: بتمنى تبقى حقيقية

مع التقدم التكنولوجي الهائل ظهر الذكاء الاصطناعي الذي أحدث طفرة كبيرة في عدة مجالات لقدرته على تقديم خدمات بإمكانيات متقدمة يحتاج الإنسان سنوات عدة لتعلمها، وكان أبرز المجالات التي ظهر فيها الاصطناعي مؤخرا هو الجرافيك، وذلك وفق ما أعلنته شركة adobe من إصدار نسخة تجريبية من برنامج فوتوشوب بها أدوات نعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة العاملين في هذا المجال تمكنهم من تخيل وتصميم الأجزاء الناقصة في الصور والتصميمات.

تجربة جديدة للفوتوشوب بالذكاء الاصطناعي

وفور إصدار هذه النسخة، قام علي الطويل، مصمم جرافيك يعمل في شركة تسويق بالقاهرة، بتجربة هذه النسخة لمعرفة مدى إمكانياتها الأمر الذي جعله لتجربة شيء على أرض الواقع ولديه هو وقطاع كبير من المصريين لمعرفة شكل هذه الأشياء كاملة، فبدأ التفكير في تطبيق هذه الأدوات على الآثار: «الفكرة جاتلي في الأساس إني أجربها على حاجات في حياتي الشخصية زي صوري وأنا صغير وصور أقاربي وأصدقائي، بعدها فكرت في تطبيق الأدوات دي على أشياء بنشوفها في حياتنا وكان نفسنا تبقى كاملة زي صور الفنانين القديمة اللي كادراتها ضيقة وكمان الآثار اللي فيها أجزاء ناقصة زي أبو الهول وبالفعل نفذتها».

يستكمل «علي» حديثه لـ«» قائلا: «النتيجة كانت مبهرة جدا ليا أنا شخصيا ولكل اللي شافوها لإنها أقرب للحقيقة وفقا للي ظاهر في الصور وشكلها جميل جدا وحققت ردود فعل إيجابية كتيرة، طبعا الشكل الحقيقي للقطع الأثرية دي اللي يقدر يحدد مواصفاتها بالظبط المتخصصين في الآثار لكن أنا حاولت أعمل شكل تخيلي بالذكاء الاصطناعي ويكون مفيد>

علي: التصميLات لم تستغرR فترة طويلة والنتيجة مبهرة

وأوضح أن هذه العملية لا تستغرق وقت طويل في الإصدار الجديد على عكس ما تستغرقه عملية التصميم بعيدا عن الذكاء الاصطناعي: «الألبوم ده خد مني حوالي ساعة وطلع بالنتيجة والشكل ده، لكن لو هعمله كتصميم بشكل فردي دون الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ممكن ياخد مني يوم كامل والنتيجة هتبقى مش بنفس الخيال ده.

وأضاف «علي» بشأن ما إذا كان وجود الذكاء الاصطناعي سيشكل خطرا على البشر ويحل محلهم في وظائفهم، أن هذا غير ممكن وأن الذكاء الاصطناعي لا يعمل بدون الإنسان ولابد على كل شخص في أي وظيفة أن يقوم بتطوير مهاراته وتعلم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجاله ليحقق نتائج أعلى بدل من الاعتقاد بأنه سيتخطى إمكانيات ومهارات البشر.

وواصل: «الذكاء الاصطناعي في الأول والأخر بيعتمد على مجموعة من الأوامر انت بتديهاله ويشتغل على أساسها ولابد من كتابتها بشكل معين علشان النتيجة تكون سليمة، فبالتالي لازم كل واحد يتعلم ده ويستغله ويوظفها بشكل سليم، على سبيل وأنا بعدل على الصورة بتاعة أبو الهول الذكاء الاصطناعي كان بيحط أنف بشرية وده مش صحيح وبالتالي بيحتاج مني تعديلات مختلفة في الأوامر علشان يقدر يحط في الجزء الناقص أنف حجرية وتكون ملائمة للصورة وصحيحة>

الصور أقرب للشكل الواقعي 

ويرى «علي» أن كل هذه النتائج ما هي إلا محاولات تحت التجريب سواء من العاملين في المجال أو الشركة المصدرة للبرنامج، وأن الصور قد لا تكون متوافقة مع التاريخ ولكنها أقرب للشكل الواقعي لذلك يتمنى من استجابة الجهات المعينة والمتخصصين لهذه التجارب وأدوات الذكاء الاصطناعي والاستعانة بها لمحاولة ترميم الأجزاء الناقصة من الآثار المصرية بما يتناسب مع التاريخ وما يراه المتخصصين لتحقيق نتائج مفيدة ورائعة تجذب مزيد من السياح للبلاد.

محاولات مختلفة بالذكاء الاصطناعي

وعن تجاربه السابقة في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجاله، أوضح علي أنه قد استخدم النسخة الجديدة من برنامج فوتوشوب في استكمال الأجزاء الناقصة من صور الفنانين لأشهر لقطاتهم والتي لم تظهر من قبل مثل صور لإسماعيل ياسين ومحمود عبد العزيز وسعاد حسني  وهند رستم وعبد الفتاح القصري وغيرهم.

واستكمل «علي» أنه تم اختياره من خلال  شركة wonder studios المتخصصة في عمل أفلام 3D و CG characters ومزج لقطات من الواقع بلقطات افتراضية من خلال الذكاء الاصطناعي لتجربة الإصدار الجديد وإعطاء المرجعية المبدئية فيه ضمن مجموعة صغيرة من المتعاملين بالذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وأضاف “الطويل” أنه ينوي العمل على مشروع آخر خلال الفترة المقبلة ويعتمد فيه هذه المرة على الصوت بجانب الصورة لتقديم تجربة مختلفة معتمدا على أدوات الذكاء الاصطناعي الذي سيفتح الباب بشكل كبير أمام الجميع لتقديم نتائج مختلفة ومبهرة في مختلف المجالات.