سنوات طويلة في الإدمان عاشها الرجل الأربعيني عماد سمير، ابن محافظة الفيوم، بعد أن جُرت قدميه إلى هذا الطريق المظلم، وهو لا يزال في العقد الثاني من عمره على يد أصحاب السوء، إلا أنه راح يتمرد ويثور على كل هذا ليتحول من مدمن هيروين ومواد أخرى مخدرة إلى شخص حاصل على دبلومتين في السلوكيات الإدمانية، جعلته يشارك في حفل تخريج 537 متعافيًا، الذي نظمته الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، مساء أمس الأربعاء، بمناسبة مرور 33 عاما على تأسيس مركز وبرنامج حرية لعلاج الإدمان والإيدز.
رحلة تعافي «عماد» من الإدمان
بقلب منتصر وعينين ظافرة، بدأ «عماد» صاحب الـ41 عامًا، روى لـ«» تجربته مع الإدمان، موضحًا أنه انزلق في هذا الطريق، وهو في الـ18 من عمره، بعد أن بدأه بتناول السجائر رفقة أصدقائه، ثم تكرر الأمر عدة مرات، ليصل في النهاية إلى أخذ جرعات كبيرة من مخدر الهيروين يوميًا.
حالة يأس شديدة أصابت ابن محافظة الفيوم خلال هذا الوقت، لا سيما وهو يرى تأثير تعاطيه للمخدرات على حال والديه وأشقائه وأسرته الصغيرة، التي تمثلت وقتها في زوجة وطفل، قبل أن يرشده بعض الأشخاص إلى الطريق الصحيح للعلاج من الإدمان والعودة لحياته الطبيعية.
دور مركز حرية في علاج «عماد»
«جيت في وقت قلت لازم أبطل وسألت ناس فدلوني على مركز حرية تبع الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة»، وفقًا لما رواه الرجل الأربعيني، موضحا أنه بعد قضاء 21 عامًا من عمره في الإدمان، بدأ أولى خطوات التعافي أواخر عام 2014 على أيدي متخصصين بمركز وبرنامج حرية لعلاج الإدمان؛ ليتمكن بعد فترة قصيرة من التعافي بشكل كامل، ومساعدة المدمنين الآخرين أثناء فترة تعافيهم.
«حسيت إنها رسالة من ربنا، وكأنه بيقولي زي ما لقيت اللي يساعدك ابدأ أنت ساعد غيرك»، بحسب «عماد»، متابعا: «انضميت لفريق المشرفين في مركز حرية، بل أصبحت مع الوقت رئيسًا لأحد أفرعه، بعد أن أتجهت للدراسة وحصلت على دبلومتين في السلوكيات الإدمانية».