يزين شوارع الإسكندرية عدد كبير من المباني والعمارات التراثية والتاريخية، والتي تمثل قيمة مضافة إلى المناطق الأثرية والمتنزهات، ومن ثم أصبحت وجهة للسياح الأجانب الذين يأتون إلى الإسكندرية خصيصاً لالتقاط الصور التذكارية، ليذكرّوا أنفسهم وأبناءهم بأن أجدادهم عاشوا في واحدة من أقدم مدن العالم، وأن الإسكندرية تستحق لقب «عروس البحر الابيض المتوسط»، حيث يتجمع فيها عشرات الثقافات والحضارات القديمة.
ومن المباني التاريخية التي تزين شوارع عروس البحر المتوسط عمارة «عاداة»، والتي تضرب بجذورها في تاريخ المدينة. يقول محمد السيد، مسؤول الوعي الأثري بإدارة آثار الإسكندرية لـ«»، أن العمارة تُنسب إلى فيكتور إبرام عاداة، والذي طلب من المهندس اليوناني ناهمان وضع تصميم للعمارة على الطراز الإيطالي المحافظ، وأتم بناء العمارة عن طريق شركة العقارات المملوكة لعائلته عام 1927.
مباني ذات طراز معماري مميز
وفيكتور عاداة هو ابن الثري الإيطالي الشهير إبرام عاداة، والذي هاجرت أسرته إلى الإسكندرية واستقرت بها وتزوج من السيدة ماري يوسف، ابنة يوسف نسيم موصيري، وارتبطت العائلة بأهل الإسكندرية بصورة كبيرة، فأنشأت العديد من المباني المميزة والتي أصبحت الآن ضمن قائمة المباني التراثية في الإسكندرية، كما أنشأت عددا من الشركات المساهمة مثل شركة «كاريا» وشركة العقارات الشرقية المساهمة وغيرها، يذكر «السيد».
أهم أعمال العائلة
ويُنسب إلى العائلة بناء مستشفى الرمد بالإسكندرية عام 1910، وكان أول مستشفى متخصص في علاج العيون، وأُهديت إلى بلدية الإسكندرية حيث تم تسميته بـ«مستشفى فؤاد»، ثم مستشفى «فاروق»، وحاليا مستشفى الرمد، بحسب مسؤول الوعي الأثري بإدارة آثار الإسكندرية.
ومن أهم أعمال العائلة ميدان الخمس فوانيس، وهو ميدان صغير يقع خلف المتحف اليوناني الروماني وسمى بهذا الإسم نظرا لأن العائلة كانت تمتلك خمسة عقارات في أنحاء الميدان، وكانت تضع في مقابل كل منها فانوسا ضخما للإضاءة، كما كانت تمتلك قصرا في حي محرم بك، وهو حاليا مقرا لأكاديمية السادات للعلوم ومسجل في قائمة المباني التراثية.