تناولت أسرة وليد الجميل، المكونة من 4 أفراد، وجبة الغداء، ثم قررت الحصول على قسط من الراحة، واستغرقت في النوم، إلا أنها استيقظت على رائحة دخان كثيف، لتكتشف أن ألسنة النيران التهمت محتويات الصالة بعد انفجار عداد الكهرباء، وبطبيعة الحال تحركت غريزة الأب الذي أسرع لإنقاذ أولاده وزوجته، وقط أليف كان يعيش معهم، وتمكن من ذلك بالفعل، إلا أنه فارق الحياة.
وفاة «وليد»، ابن حي فيصل بمحافظة السويس، ودور البطولة الذي لعبه، دفع العديد من الأشخاص، سواء تربطهم به علاقة صداقة أو لا يعرفونه وسمعوا عن قصته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى أداء عمرة عنه كصدقة على روحه، وأيضًا العديد من الصدقات التي تنوعت بين إخراج أموال الزكاة على روحه، وثلاجات المياه بالشوارع، بحسب حسن الجميل، شقيقه.
النيران تغلق الطريق إلى باب الشقة
«حسن» شقيق الراحل روى لـ«»، تفاصيل ما حدث، مُشيرًا إلى أن تصرف «وليد» أصبح حديث الأهالي خلال الفترة الحالية بالسويس، فبعد اندلاع النيران، استيقظت الأسرة على رائحة الدخان، وبدأت في التهام كل محتويات الصالة، بينما الأطفال «جودي» و«سيف» كانا نائمين في غرفهما، «لما استيقظ الأولاد كانت النار قفلت عليهم الطرقة اللي بتودي لباب الصالة، والجيران مع شكل النار واستغاثاتهم، جابوا بطانية، وقرر وليد إنه ينزّل الأطفال والزوجة على البطانية».
إلقاء الأطفال من النافذة.. ثم السقوط
بدأ «وليد» في إلقاء أطفاله من نافذة الشقة، وبعدها ألقى زوجته ثم قطة «شيرازي» صغيرة كانت تعيش معهم، وحين استعد هو للنزول، سقط على رأسه واختل توازنه: «نزل الأطفال والزوجة والقطة على بطانية وسجادة الجيران جهزتهم، ولما جه يقفز اختل توازنه ونزل على دماغه وحصله نزيف بالمخ، وظل في غيبوبة بالعناية المُركزة لمدة 24 ساعة، لحد ما أتوفى».
تخفيف آلام الأسرة.. وترميم الشقة
يعمل وليد جميل بإحدى شركات الزجاج، وابنه الأكبر يدرس بالصف الثاني الثانوي، وحالة الأبناء والزوجة الصحية مُستقرة، بينما تسوء حالتهم النفسية بعد رحيل والدهم، ويحاول باقي أفراد الأسرة تخفيف ذكريات يوم الحادث عنهم، مشهد النيران الذي لا يذهب عن بالهم، والمنزل يكسو نافذته من الخارج اللون الأسود، ليشهد على بطولة زوج ضحى بحياته، ليعيش أطفاله وزوجته، «بيتم حاليًا ترميم الشقة الحمد لله، إحنا ظروفنا كويسة، وأنا وأخواتي وبمساعدة زملائه في الشغل، وكل حاجة تتم على أفضل حال».