يرسم بخياله وتصميماته صورًا أفضل لمصر، حبه للفن ومجال العمارة الداخلية دفعه لتصور أجمل صورة لوطنه، وموهبته التي أثقلها بالتعلم، وعينه الناظرة للجمال، صمم عمرو شريف، خريج كلية الفنون الجميلة، جامعة المنصورة، متحف الشمع بشكل متطور زاد من جمال مصر، معبرًا عن الهوية البصرية على مر العصور.
فكرة مشروع متحف الشمع المصري
فكرة تصميم نموذج لمتحف الشمع المصري، راودت عقل عمرو شريف، صاحب الـ23 عاما، بعدما لاحظ وجود شخصيات ناجحة مصرية في متاحف دول العالم، وغير موجودة في بلادها مع استمرار إغلاق متحف الشمع الموجود في حلوان وعدم تطويره منذ فترة كبيرة: «أكيد حاجة تشرف أي حد أن المصري يكون في متاحف أوروبا زي محمد صلاح، بس الأهم أنه يكون في متحف بلده».
نجح «عمرو» في رسم فكرته بمشروع التخرج، ليأخذ كل من يشاهد المتحف إلى رحلة عبر الزمن في تاريخ مصر، ليلهمه التاريخ في التصميم من خلال تقسيم المتحف إلى قاعات متتالية بحيث تضم كل قاعة عصرا معينا مرت به مصر، بترتيب الأقدم ثم الأحدث، حسبما روى لـ«»: «الشخصيات الموجودة في كل قاعة هي الأهم والأبرز في العصر»، ليتناسب تصميم كل قاعة مع الخلفية التاريخية لكل شخصية في الفترة التي عاشت بها وقتها.
بدأ الشاب العشريني، في تنفيذ مشروعه ليكون ملائماً بتاريخ بلاده ففكر في خلق فرصة إبداع تميز متحفه عن باقي المتاحف الموجودة في العالم: «لقيت أن العامل المشترك بين كل العصور هو الزمن»، فقرر أن تكون الخطوط التصميمية مستوحاو من حركة عقارب الساعة التي تولد خطوط دائرية انسيابية تعبر عن زمن كل عصر.
«محمد صلاح، نجيب محفوظ، محمد علي» شخصيات عادت إلى الحياة على يد «عمرو» في متحف الشمع لتطابق الملامح الحقيقية لأصحابها في محاولة منه لمحاكاة كل الأزمنة التي مرت على مصر، مسجلاً التاريخ بطريقة حديثة وشكل مبتكر.
متحف مصري ينافس متاحف عالمية
ولم يكن الأمر في البداية سهلا على «عمرو»، نظراً لكثرة التفاصيل الموجودة في المتحف خاصة مع وجود أكثر من عصر مختلفين من حيث الحقبة الزمنية والديكورات والوالخطوط التصميمية في هذا الزمن، فاضطر في البداية إلى البحث بمراجع التاريخ المصري لمعرفة أدق التفاصيل عن كل عصر.
وحرص «عمرو»، على أن يكون المتحف ملائما للثورة التكنولوجيا، سواء في تصميمه لمبنى المتحف ومكان تواجده في مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية، أو لشكل الشخصيات الموجودة به من خلال وحدات عرض «الديوراما» تحاكي حياة الشخصية في عصره: «كل شخصية تحتها شرح تفاعلي سواء بفيديوهات أنيميشن أو هولوجرام»، لتتناسب مع عام 2022.
أحلام كثيرة تداعب قلب الشاب العشريني، في مقدمتها أن ينفذ تصميمه لمتحف الشمع في مصر في أقرب فرصة، طامحًا أن يترك بصمته على العديد من المباني في العالم بحيث يتعرف عليها الناس من مجرد النظر لها.