شاب سوري استطاع رسم اسمه في قلوب متابعي الأفلام المترجمة؛ فأصبح من أشهر مترجمي الأفلام الجديدة على مستوى العالم العربي، إنه عمر الشققي، الطالب بقسم هندسة الحواسيب في جامعة دمشق.
بداية عمل عمر الشققي في الترجمة كانت من خلال مشاهدته للكثير من المسلسلات، وعندما قرر اختبار مدى استفادته منها في تعلم اللغة، وبالتزامن مع صدور موسم جديد من مسلسل يتابعه وقتها، قرر ترجمة الموسم الجديد، ثم طور من نفسه بذات الطريقة وظل يشاهد المسلسلات والأفلام بترجمة جيدة؛ سواء أصلية أو ترجمة مترجم يعرف جودة ترجمته، ويحفظ ما يجده جميلًا من مصطلحات ليستخدمها في ترجماته لاحقًا.
مهندس حواسيب هوى ترجمة الأفلام
قال الشاب السوري البالغ من العمر 25 عاما، لـ«»: «ترجمة حلقة مسلسل كانت تستغرق 4 ساعات، بمعدل 200 سطر في الساعة، لكن بعد أن أصبحت أهتم أكثر بجودة الترجمة، أصبحت أترجم 100 سطر في ساعة، وعادة تتكون الحلقة من 800 سطر، أي يلزم 8 ساعات لترجمة حلقة واحدة، وتحتاج مراجعتها إلى نحو ساعة؛ أما الأفلام، فتتراوح بين الـ800 والـ2000 سطر، بالتالي تستغرق ترجمة الفيلم من 8: 20 ساعة، ومراجعته تكون حسب مدته، وتصل أحيانا إلى 4 ساعات».
وأكد عمر، أن الوقت اللازم لترجمة فيلم أو مسلسل يزداد كلما اهتم المترجم بجودة ترجمته، معلقا: «السرعة تؤدي دائمًا إلى وجود أخطاء، إلا أن هذا لا يعني عدم وجود مترجمين سريعين وجيدين، وأولئك قد وصلوا إلى مستوى ممتاز حيث لا تؤثر السرعة على جودة ترجمتهم».
وعن الأدوات التي يستخدمها الشققي في ترجمة المصلحات العامية والغريبة بالمسلسلات والأفلام التي ينجزها؛ فهي ليست بعيدة المنال أو صعب الوصول إليها كما يرى، قائلا: «يكفيني البحث في جوجل عن المصطلحات التي لا أعرفها، وغالبًا ما أجد عند البحث شرحًا للكلمة أو المصطلح فأترجمه كما فهمت معناه».
الترجمة ليست مربحة دائما
العمل في الترجمة أحيانا يكون مربحا بشكل كبير، ولكن ليس في كل الأحوال، وفي هذا الشأن قال الشققي: «لعملي جزأين؛ الأول هو المجاني الذي ننشره على موقع الترجمات ثم تدمجها المواقع بالفيديو وتنشرها، الثاني هو العمل الرسمي الذي لا ننشره لأن ملكيته تعود إلى الشركة التي نترجم لصالحها، وبالتالي، أربح من ترجمة الأفلام طبعًا كمهنة، لكن لا أربح شيئًا من الأفلام التي أنشر ترجمتها على المواقع».
الخروج من مأزق ترجمة الكلمات الإباحية
مشكلة اعتماد مترجمي الأفلام والمسلسلات الأجنبية على ترجمة الكلمات الإباحية إلى كلمتين فقط في أغلب الأحوال هما «تبا، وعليك اللعنة»، على مدار عقود، مهما كان معنى هذه الكلمة، دون عناء البحث عن مقابل يوازن بين صحة المعنى وعدم خروجه عن الأدب، يراه عمر مأزقا يحاول الخروج منه: «في حال وجود كلمة خارجة في عمل أترجمه، أحاول العثور على مقابل ينقل المعنى بأفضل طريقة دون استخدام كلمات غير محببة».
من الأمور التي يجدها بعض الجمهور مناسبة والآخر يراها حرقًا لأحداث الفيلم أو المسلسل، والتي تتمثل في وضع بعض المترجمين تنويها عن وجود مشاهد معينة قبلها بدقائق «إباحية أو عنيفة»، أشار الشقق: «المشاهد العنيفة لا تحتاج إلى تحذير، لكن أفضل وجود تحذير في حال وجود مشهد إباحي، وبالتالي أضع تحذيرًا في حال وجود مشهد خارج، ورغم أني أفضل ألا تكون هناك مشاهد من هذا النوع في ما أترجمه».
ولفت «الشققي» أن أصعب الأعمال التي ترجمها هو مسلسل عن السيارات، قائلا: «وجدته صعبًا بسبب كثرة الكلام عن أشياء لا أعرفها حول تفاصيل السيارات فاضطررت إلى البحث كثيرًا».