برضا وقناعة بمصيره، استسلم لفراش المرض، عُزل عن العالم قبل أكثر من ثمان سنوات، يتأوه من آن لآخر، البراءة تملأ ملامحه، ونظرات الحب تشيع من وجهه، بهذه الصفات الملائكية، يمكث طفل في بداية العقد الثاني من عمره طريح الفراش، في حالة «غيبوبة» منذ أيام، منعزل عن العالم الذي عانى فيه من المرض لأكثر من 8 أعوام، ويجلس والده بلا حيلة، وفي حيرة شديدة بين مراعاة نجله، أم مراعاة زوجته التي خضعت لعملية جراحية، أم الذهاب لعمله وجلب الرزق من أجل الإنفاق عليهم.
بداية مرض الطفل
عمر عماد، طفل 11 عامًا، من محافظة الجيزة، لم يكن يعاني من أي أعراض مرضية بعد ولادته، بل كان طفلًا نشيطًا، إلا أن أزمته الصحية ظهرت فجأة، إذ لم تتحمله أقدامه أثناء المشي، ولم يتمكن من الوقوف عليها، ويسقط على الأرض مستعينًا بأقدامه حتى يصل إلى أغراضه التي يريدها.
غيبوبة لمدة عام
حالة «عمر» المفاجأة أزعجت والده بشدة، بدأ الأمر غريبًا بالنسبة له، ليصطحب الطفل إلى أحد أطباء المخ والأعصاب، الذي لم يتمكن من تشخيص حاله الطفل، ونصح والده أن يتوجه بنجله إلى مستشفى أبو الريش الذي حول الطفل إلى مستشفى بهجان، واستمر بها عدة أيام، وتحسنت حالة الطفل بعدها وخرج من المستشفى، إلا أنه بعد مرور عام كامل دخل في «غيبوبة» لمدة وصلت إلى عام، ولم يتمكن الأطباء من تحديد السبب، خاصة وأن الفحوصات والتحاليل الطبية أكدت أنه بصحة جيدة، بحسب حديث والده لـ«».
عجز الأطباء عن تشخيص حالة الطفل
على الرغم من بساطة الحالة المادية لوالد الطفل، الذي يعمل موظف حكومي، إلا أنه استمر في البحث عن علاج لطفله الوحيد، والذي ينتظره لكي يحمله في شيبته، حيث عرضه على أكبر أطباء المخ والأعصاب في الجمهورية، ولم يتمكن أحدهم من تشخيص حالته، بل هناك أحد الأطباء الذي أثر علاجه على الطفل بالسلب، وتدهور حالته حتى تعرض لغيبوبة مرة ثانية، واستمرت مدة وصلت إلى أشهر: «لفيت بالولد على أكبر دكاترة مفيش حد فيهم قدر يقول ليا هو عنده إيه»، إذ بدأت حالة الطفل في تدهور مستمر منذ سنوات، فقد الطفل حركة القدم واليد بشكل كامل، وبدأ يعاني من إعاقة بصرية.
مناشدة الأب
وتمنى الأب بعد حيرة في الوصول إلى علاجه، وتعرض زوجته إلى أزمة صحية، أن يجد حلا لأزمة طفله: «محتاج أعرف ابني عنده إيه بالضبط، من 8 سنين وأنا احترت مع الدكاترة ولسه مفيش تشخيص».