«بشتغل كل فين وفين، ولما بيجيلي شغل، بقعد بعده بالأسبوعين أو الشهر، من غير أوردر شغل جديد، بس الحمد لله رضا وستر ربنا موجود وماشية»، بهذه الكلمات الممزوجة بنبرة حزن دفينة، يحكي الفنان أحمد إبراهيم اللبدي، عن رحلة ومشوار طويل امتد لـ 35 عاما مع احتراف عالمي الرسم والخط العربي، بعدما أجبره ضمور العصب السمعي وهو مراهق لا يتخطى عمره الـ 18 عاما على هذين المجالين، وأبعده عن التحاق بكلية الهندسة أو الفنون الجميلة، كما كان يخطط لمستقبله.
أحمد إبراهيم اللبدي، فنان محترف للرسم والخط العربي، يعيش بقرية بمحافظة البحيرة، ويبلغ من العمر 54 عاما، متزوج ويعول طفلين أكبرهما بالصف الثاني الإعدادي، ويدعى «كريم»، ونجله الصغير يدعى «فادي»، طالب بالصف الأول الإعدادي، وينفق عليهما وعلى مصاريف تعليمهما، إلى جانب زوجته الأصيلة التي تسانده في كل شئ منذ أن ارتبط بها، من عوائد عمله الفني القليلة للغاية، ولا تكفي حتى مصاريفه هو شخصيا، حسبما يؤكد الفنان في حديثه مع «».
طالب شاطر
ويقول «اللبدي»: «كنت طالب شاطر أوي في الثانوية العامة، وكنت مخطط هدخل يا إما كلية هندسة أو كلية فنون جميلة، وفعلا جبت مجموع يدخلني كلية الهندسة بتنسيق الثمانينات، بس ضمور العصب السابع، خلص على الحلم ده، بعد ما أفقدني حاسة السمع»، موضحا أن ما أصابه حول وجهته من كلية الهندسة إلى معهد خط عربي.
موهبة رسم أُثقلت بتعلم الخط
داخل معهد الخط تعلم «عم أحمد»، كما يعرفه كل أهالي قريته، الخط العربي واتقنه، إلى جانب إتقانه للرسم موهبته الأولى الربانية التي اكتشفها في نفسه منذ أن كان طفلا في عمر 9 سنوات فقط، ومن حينها ويمارسها كهواية يحبها، قبل أن يحولها إلى عمله الأساسي لأكثر من 4 عقود، وفق ما يرويه الفنان.
ويضيف «اللبدي»: «ومن وقتها وبكسب قوتي وقوت ولادي من الخط وبعض الرسومات بأجر قليل جدا حوالي 10 أو 15 جنيه في الصورة، وعادة بجامل الناس فيهم، أحنا عايشين في قرية وكل الناس تعرف بعضها، والحمد لله مستورة، رغم صعوبة المعيشة».
معاش تكافل وكرامة
ويعتبر أسرة «عم أحمد» من الأسر الكادحة والمكافحة، التي تصارع كل يوم الظروف المعيشية الصعبة، حيث لا تملك الأسرة أي مصدر دخل ثابت سوى 400 جنيه فقط كمعاش ضمن منظومة «تكافل وكرامة»، حسبما يؤكد الفنان، متابعا: «حتى الـ 400 جنيه دول، بندفعهم كلهم إيجار للبيت اللي عايشين فيه».
أحلام بسيطة
ولا يحلم صاحب الـ 54 عاما، بالكثير من الأمال الصعبة المستحيل تنفيذها، فأحلامه بسيطة للغاية: «مش عايز حاجة غير إني يجيلي شغل دايما أقدر من خلاله أصرف على مراتي وعيالي بالحلال وأعلمهم كويس»، كما جاء على لسانه في نهاية حديثه مع «».