رحلة طويلة تمتد لأكثر من 30 عامًا، خاضها «عم إبراهيم»، مع الصيد بنهر النيل وبالتحديد بقرية المناشي التابعة لمركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة، استطاع من خلالها أن يزوج إحدى ابنتيه، قبل أن يتدهور حال تلك المهنة بشكل عام، وحاله كصياد بشكل خاص، فيتجه إلى العمل كعامل نظافة بالشوارع والطرقات، حتى يستطيع أن يكمل رسالته مع باقي أبنائه ويزوج نجلته الأخرى، وكذلك ابنه الذي يعمل أيضا كعامل نظافة ولكن متخصصًا في تنظيف واجهات الشركات والعقارات.
إبراهيم عبدالرازق، يبلغ من العمر 49 عامًا، وأب لأسرة مكونة من 3 فتيات وابن، وعاش طيلة حياته لا يعرف سوى مهنة الصيد، التي أجبر على تركها والاتجاه للبحث عن أي عمل، يضمن له راتبًا ثابتًا نهاية كل شهر، وفق ما يرويه الصياد المتقاعد في حديثه مع «»، حين التقينا به بجوار محطة مترو البحوث.
الصياد ما زال يمتلك مركبه
«عم إبراهيم»، ما زال يمتلك مركبه الخاص، الذي صال به وجال لسنوات طوال، في نيل قريته مناشي البلد بمركز منشأة القناطر: «كنت بصحى الفجر أتوكل على الله، والنيل عمره ما بخل عليا، كان بيدني كل مرة ويجبر بخاطري، بس مرة واحدة الرزق اتقطع، مبقاش في سمك».
رحلة يومية تبدأ من 5 الفجر حتى 5 المغرب
حاليًا يستيقظ الصياد المتقاعد في تمام الخامسة فجرًا أيضا، لكن لا يتجه إلى الطريق الذي عرفه منذ أن كان مراهقًا صغيًرا، بل يذهب نحو عربة شركة النظافة التي تنتظره رفقة آخرين، لتصحبهم جميعًا إلى محل عملهم بالشوارع والطرقات المجاورة لمترو محطة البحوث: «بشتغل عامل نظافة من حوالي 7 سنين، ويومي في الشغلانة دي بيدأ 5 الفجر وبيخلص 5 المغرب».
يحلم «عم إبراهيم»، أن يمد الله سبحانه وتعالى في عمره، حتى يستطيع أن يزوج ابنته وابنه، كما فعل مع ابنتيه الأخرتين: «مش عايز أكتر من كدا من الدنيا دي، مش عارف هعلمها إزاي بـ1000 جنيه اللي بخدهم من شركة النظافة، بس ربنا كريم».