هربًا من أي شيء يزعجه، اعتاد منذ نعومة أظافره تفريغ طاقته السلبية في ورشة النجارة الصغيرة الخاصة به، لتصاحبه قدرة خارقة كلما أمسك بـ«شاكوش» كما يصفها الرجل الستيني، موظف حكومي، لقرابة الـ20 عاما، مبددًا عليها الجزء الأكبر من راتبه في شراء الخامات، التي زادت تكلفتها مع تطور موهبته.
حسن سعد فنان «أركت» يبلغ من العمر 63 عاما، وحاصل على دبلوم معماري ويعيش بمحافظة دمياط، وبين فترات عمله كان ينتهز الفرصة ليشبع موهبته، ويتقن إلى جانب ذلك، صناعة «أسطمبات السيلكون»، التي تستخدم في صناعة تحف الجبس والبوليستر.
عودة شغف عم «حسن» لموهبته القديمة
«أنا كنت موظف وليا حياتي، وفجأة بقيت قاعد في البيت كان لازم أشغل وقتي وارجع لموهبتي القديمة» هكذا بدأ الرجل الستيني حديثة لـ«»، الذي يذهب إلى ورشتة الصغيرة في سوق «العطارين»، حاملًا «مطرقة ذات مخلبين، كماشة، براغي وعلبة دهانات»، لتعمل يده وموهبته فى هذه القصاصات حتى يصبح الخشب بجواره لوحة فنية.
لوحة العثور على سيدنا موسى تخطف أنظار المتابعين
وكان أول عمل يظهر عم «حسن» من خلاله للناس، هو لوحة «لحظة العثور على سيدنا موسي»، الذي خطف أنظار المتابعين له على السوشيال ميديا، بعدما نشرت ابنته صورة للوحة التي يبلغ ارتفاعها 4 أمتار، «ربنا كرمني وجالى شغل كتير بعد ما الصور نزلت على فيسبوك».
3 أيام فقط احتاجها عم «حسن» في صناعة لوحة «العثور على سيدنا موسى»، قائلا «ده وقت قياسي جدا، خاصة اني بستخدم أدوات نجارة عادية مش آلات حديثة وده فن وموهبة»، ولم تكن هذه المرة الوحيدة التى حول فيها الحقيقة إلى منمنمات للزينة، تجعلك تتمنى العيش وسطها فقد نفذ تمثال توت عنخ أمون في يومين فقط.
أحلام وأمنيات كثيرة تراود قلب الأب الستيني، في مقدمتها أن يرى ابنته متزوجة وفي بيت رجلها ليطمئن عليها، ويأمل أن يتوسع في تصميماته ويكبر ورشته التي ورثها عن والده، حتى يتمكن من خلاله أن يكون مصدر رزق لكثير من الناس.