في شارع المعز يجلس رجل ثمانيني وعليه علامات التعب والشقاء، أمامه معداته البسيطة التي يستخدمها في تلميع الأحذية حتى يتمكن من توفير قوت يومه، بعدما أصيب بمرض الخشونة في قدمه، وأصبح غير قادر على العمل كقهوجي، كما اعتاد منذ عقود طويلة.
المرض يحول عم رمضان من قهوجي إلى ملمع أحذية
رمضان عبدالحميد، صاحب الـ82 عاما، المقيم بمنطقة بشتين البلد بمحافظة القاهرة، أوضح لـ«» أنه يعمل في مهنة تلميع الأحذية منذ 23 عاما، بعدما أصيب بمرض «الخشونة» في قدميه، ما جعله غير قادر على العمل في مهنته الأساسية «قهوجي»: «أنا شغال في مهنة تلمسع الأحذية دي من سنة 1990، وأنا أصلا قبل كدا كنت شغال قهوجي، لكن بعد ما جاني مرض خشونة في الرجلين مبقتش قادر على شغلانة القهاوي».
لم يلجأ صاحب الـ82 عاما إلى التقاعد والإحباط بعد مرضه، بل بدأ يبحث عن مهنة تمنحه قوت يومه: «بعد لما مرضت قولت مش هينفعش أقعد في البيت وأكل عيالي منين، ومش هينفع أمد إيديا، وبعدين ربنا رزقني بشخص ابن حلال خلاني اشتغل معاه في تلميع الأحذية، لغاية لما اتعلمت وجبتلي معدات لوحدي».
موعد عمل الرجل الثمانيني
من الساعة 3 عصرا يبدأ الرجل الثمانيني رحلته في العمل، حتى الـ10 مساءً: «بقعد هنا في شارع المعز ع طول، باجي من الساعة 3 العصر لغاية الساعة 10 بالليل، ومرة مثلا أدخل 30 جنيه في اليوم، ومرة 40، وكل يوم رزقه»، مشيرا إلى أنه يعيش مع أسرته في شقة إيجار قديم بمبلغ قدره 300 جنيه شهريا، بخلاف فواتير الكهرباء والمياه والغاز .
رغم كبر سنه ومرضه، لم يستسلم «عم رمضان»، وما زال يعافر من أجل الحياة، وبناته المقبلات على الزواج: «بعافر عشان بناتي الأربعة اللي على وش جواز وعاوين يتجهزوا، ومعايا الولدين مش بيساعدوا معايا»، متنميا أن يجرى توفير محل صغير له، لكي يكون مصدر رزق ثابت له: «نفسي في محل أقعد فيه واشتغل وارزق منه، عشان تعبت من قعده الشارع، ولو في مكان أنا راضي أبيع أي حاجة فيه، وأجيب مصاريف».