| «عم سرحان»: طلع معاش فوهب نفسه لري عطش مريدي السيدة زينب

هناك وبجوار مسجد السيدة زينب، حشد كبير من الناس تتهافت أياديهم على أكواب الماء البلاستيكية وهم يدعون في قلوبهم لذلك العجوز ذي اللحية البيضاء الذي يقف في وسطهم يقدم لهم الأكواب وضحكته تملأ وجهه.

يحكي عبدالمنعم محمد سرحان، 67 سنة، على المعاش، أنه بعد تقاعده من العمل، سخَّر وقته لخدمة الله وزوار السيدة زينب مُحملا نفسه مسؤولية ري عطشهم ومساعدتهم على مواجهة سخونة الجو ورطوبته: «أنا طالع على المعاش وسخرت نفسي لخدمة الله وخدمة ضيوف السيدة زينب».

«سرحان» يخدم مريدي السيدة بكوب ماء

اعتاد «سرحان» ابن قرية الغار مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، أن يأتي إلى مسجد السيدة زينب يوميا من الساعة 11 صباحًا حتى 8 مساءً، يقضي كل هذه الساعات واقفا على قدميه متحاملا على صحته التي نال منها الزمان ما نال، وسط عدد من البراميل البلاستيكية المليئة بالماء وبعض القطع من الثلج، مستمرا في تقديم الماء بكوبه البلاستيكية لكل سائلٍ؛ تقربا إلى الله: «إحنا بنيجي هنا من قبل الضهر وبنمشي بعد العشاء بساعة.. اللي عايز يشرب واللي عايز يغسل.. إحنا خدامين زوار السيدة».

ضعف صحة «عم سرحان» وتقدم سنه جعلاه لا يقوي على تحمل هذا المجهود المتكرر بشكل يومي؛ لذا رزقه الله بشاب بمثابة ابن له، يساعده ويتعلم منه هذه التضحية والخدمة التي لا ترجو سوى إرضاء الله والتقرب إليه، وهو الشاب علي رمضان، 28 سنة، خريج كلية التربية الرياضية، الذي اعتاد هذا الفعل منذ 7 سنوات بعد أن التقى بـ«عم سرحان» وتعلم منه.

«سرحان» و«رمضان».. معرفة خير

«القدر هو اللي وصلني له»، هكذا بدأ «رمضان» حديثه موضحًا أنه تعلم هذا العمل من «عم سرحان» وأنه بمثابة أب له يُقدره ويحترمه ويتعلم منه كل يوم، مؤكدا أن عمله يتركز في حمل البراميل البلاستيكية والزجاجات الكبيرة وألواح الثلج، ويشكر الله كثيرا على أنه وهبه أن يقدم هذه الخدمة: «أنا من أسوان وعايش هنا في القاهرة وشغال على باب الله.. الحمد لله على أنه وهبني الخدمة دي، مين يطول يبقى خدام الله وضيوف السيدة».