| «عم سمير» أقدم نقاش نحاس بدرجة فنان في الحسين: «50 سنة معرفش غيرها»

داخل ورشته الصغيرة التي تقع على بعد أمتار من منطقة الحسين، يجلس الرجل الستيني على كرسي خشبي وأمامه أدواته البسيطة، ينقش بالعربي على الأشكال النحاسية، ويمارس عمله بكل اجتهاد وبكل تركيز رغم تقدمه بالعمر، نظرا لحبه الشديد لتلك الصنعة التي ورثها من خاله.

«عم سمير» ورث المهنة عن خاله

سمير عبد العال، صاحب الـ63 عاما، رغم كبر سنه يعافر لإكمال رحلته على أكمل وجه في حرفة النقش على النحاس، ولم يتخل عنها، قائلا: «المهنة دي ورثتها عن خالي.. علمني الصنعة من صغري»، موضحا أنه يمارس هذه المهنة منذ أكثر من 50 عاما: «أنا بشتغل في المهنة دي من وأنا عندي 10 سنين.. اتعلتمها لغاية لما بقيت محترف فيها»، بحسب ما رواه لـ«».

بأدوات بسيطة يبدع «عم سمير» في النقش على النحاس: «أول حاجة  برسم بالقلم على الحاجة، وبعدين بستخدم الشاكوش بدق بيه، وبستخدم البرجل والمسان»، مشيرا إلى أنه قد يستغرق يومين من أجل الانتهاء من أعمال النقش: «مثلا أنا باجي من الساعة 10 الصبح لغاية الساعة 11 بالليل، بفضل يومين لغاية لما أخلص الحاجة».

عم سمير: «الناس مبقتش تشتغل في الصنعة زي الأول»

ارتفاع أسعار خامات النحاس جعل الصنعة مهددة بالاختفاء والاندثار، مضيفا: «كان زمان الشغل في النقش على النحاس كتير، وكنا بنعمل شغل كويس، لكن دلوقتي الحركة قلت، وأغلب الناس اللي كانت بتشتغل فيها سابتها».. بحسب ما رواه «عم سمير»، متمنيا أن يعود الطلب على الصنعة مرة أخرى.

«الصنعة دي مقدرش اشتغل غيرها.. وبحبها وطول عمري فيها ومتربي فيها».. بهذه الكلمات عبر صاحب الـ63 عاما عن مدى حبه وتمسكه بالمهنة التي ورثها عن خاله، وعلى الرغم من ذلك، إلا أنه رفض أن يورثها لأحد من أبنائه، وأصر أن يحصلون على مؤهل جامعي، ويمتهنوا أعمالا أخرى تناسب دراستهم: «معايا 4 بنات ودول علمتهم وجوزتهم الحمد لله، وولد خلص كلية تربية رياضية، وولد في ثانوية عامة».