| «عم سيد» يفترش الشارع ويشكو قلة الزبائن: «أصلح بوابير الجاز»

كعادته كل يوم يخرج من منزله متجهًا لعمله القديم الذي اندثر لكنه لا يزال متمسكا به، سيد عبدالغني ابن مدينة السنبلاوين، يعمل في مهنة تصليح بوابير الجاز، رغم بلوغه الـ81 من عمره.

يذهب «سيد» إلى عمله يوميًا مستندًا على عكازه الذي يعتبره بمثابة رفيقه في الطريق، يبدأ في السابعة صباحًا وينتظر زبائنه على قلتهم، موضحًا لـ«»، أن سعر تصليح البابور 20 جنيهًا، بعد أن كان يحصل على 20 قرشًا أيام زمان.

على نغمات «لفي البلاد يا صبية»، اعتاد «سيد»، أن يبدأ عمله في تصليح بوابير الجاز والشيشة، مستمرًا في ذلك العمل طيلة 50 عامًا، حتى أصبح الوحيد الذي يعمل بها في مدينته: «أنا لو مُت البلد مش هيكون فيها ولا واحد بيشتغل المهنة دي».

لدى «عم سيد» 4 أبناء ولكنه رفض أن يورث تلك المهنة لأي منهم؛ لأنها انقرضت ومن الصعب أن تكون مصدر رزق لهم، لكنه لم يستطع تركها: «هي شغلتي من يوم ما بدأت وبحبها ومفكرتش أسيبها، يا رب ما تنقرض وتفضل موجودة، ده أنا بقعد أغني لها، عشان هي راضتني كتير».

يعود بذاكرته إلى الوراء ويتذكر أيام رواج مهنته قديما: «الحياة زمان كانت بسيطة، وعلى الرغم من أن تصليح البوابير كان كتير وبقروش قليلة، لكن الفلوس كان فيها بركة وخير، حتى زبون زمان مختلف عن دلوقتي، الناس زمان كان قلبها على بعض وبتحترم بعض».

يخشى «عم سيد» من الأيام المقبلة: «كل يوم بيعدي أحس إن المهنة بتختفي أكتر، وأنا اتطردت من أماكن كتير كنت واقف قدامها، دلوقتي واقف بصلح في الشارع، مليش دكان والمحل اللي ورايا لو اتفتح هتضطر أطلع من هنا هروح أنا فين مش معقول هقعد كده».