| «عم صبري».. ستيني يبيع غزل البنات بشوارع الجيزة: «نفسي في عمرة»

على دقات الجرس النحاسي الصغير، وبعض الكلمات المتداولة: «غزل الأمير صبري.. غزل بنات بينجح البنات ويحليهم ويجيبلهم السعادة»، يقف «عم صبري» في شارع العشرين بمحافظة الجيزة ليبيع غزل البنات وبعض الفوانيس الرمضانية، متغلبا على علامات الشقاء والتعب التي تبدو واضحة على وجهه.

بداية «عم صبري» مع بيع غزل البنات

صبري أبو العز، صاحب الـ65 عامًا، والمقيم في أحد شوارع الجيزة، يروي في حديثه لـ«»، أنه جاء إلى القاهرة مع أسرته وهو يبلغ من العمر عامين فقط: «أبويا من المنوفية، وجينا القاهرة هنا وكان عندي سنتين، وكان أبويا فلاح وعنده 10 فدادين بس محافظش عليهم»، بحسب قوله.

وبعد خروجه على المعاش، قرر «عم صبري» شراء ماكينة لتصنيع غزل البنات، وبيعها في الشارع: «لما طلعت على المعاش إدوني مكافأة 5000 جنيه جيبت بيها الماكنة اللي بتعمل غزل البنات، وبقيت أعمله وأنزل شارع العشرين أبيع الكيس بجنيه، وليا 3 شهور وأنا بعمل كده، وكمان في رمضان جبت فوانيس وبعتها عشان أعيش».

أبناء عم صبري

يروي «عم صبري» قصة العبارات التي يرددها: «غزل الأمير صبري.. غزل بنات بينجح البنات.. ويحليهم ويجيبلهم السعادة» قائلًا: «مرة كنت معدي قدام قصر الأمير محمد علي وبصيت عليه لقيت مكتوب قصر محمد علي، وبعد كدا جات في بالي غزل الأمير صبري، البنات اللي كانوا واقفين هناك فضلوا يضحكوا وقالولي، حلوة يا جدو، ومن هنا جه الإسم».

يعيش الرجل الستيني بمفرده بعيدًا عن أولاده، مؤكدا على أنه لديه ثلاث أولاد وبنتان: «جوّزت بناتي الإتنين الحمد لله» وخلال حديثه يحكي «عم صبري» وهو يغالب دموعه التي تتساقط من عينيه، عن علاقته بأبنائه: «بروح عند بناتي المتجوزين أتغدى وأمشي، لكن باقي أولادي مفيش حد بييجي يزورني غير إبني عبد الرازق اللي في الثانوي، وأنا حاطط صورته على الموبايل بتاعي».

مرّ قطار الزمن على «عم صبري»، فأفقده الكثير من صحته وشبابه وقوته، لكنه لم يستطع التأثير على ذاكرته القوية، التي ينبهر بها كل من يستمع إلى أحاديثه «أنا فاكر كل الأيام اللي كنت بروح أحضر فيها حفلات أم كلثوم والزمن الجميل بتاعنا، ولغاية دلوقتي لما بسمع شادية وعبد الحليم ومحمد رشدي بمواويله وأم كلثوم بصوتها الجميل بفضل أدمع عشان بفتكر الزمن الجميل اللي الناس كلها كان بتحب بعض فيه»، واختتم حديثه مع دموعه المتساقطة «نفسي في عمرة بس، ومش عاوز حاجة تاني».