على رصيف أحد الشوارع، في مركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة، وبالتحديد داخل منطقة الشاملة، يجلس رجل سبعيني في حالة من البؤس والحيرة، يتمتم بكلمات غير مفهومة للناظرين، ولكن تتحدث عيناه بنظرات تملؤها الحسرة، ويرتجف جسده من شدة البرودة، ويجلس المسن ينتظر تلك اللحظة، التي ينتهي فيها كل هذا الشقاء، والصراع مع الأجواء الرعدية.
صبري يعيش وحيدا بعد وفاة أشقائه
صبري محمود من أبناء محافظة البحيرة، عاش وحيدًا في منزله بعد وفاة أشقائه لعدة سنوات، ولم يبق من أقاربه إلا القليل، خاصة أنه لم يتمكن من الزواج، بسبب ظروفه المعيشية الصعبة، «كنت قاعد في بيت مع إخواتي، لأني متجوزتش عشان معيش أتجوز» ليجلس في منزله المتهالك، وتصبح ذكرى أشقائه رفيقة وحدته، حتي غابت هذه الذكريات، بعدما انهار المنزل الذي يأويه، بحسب حديثه مع «».
الرصيف مسكن صبري بعد انهيار منزله
بعد انهيار المنزل، لم يتمكن «صبري» من إعادة بناء منزله، نظرًا لظروفه الصعبة، ولم يمد أحد له يد العون، ولكن اكتفى الجميع بنظرات الشفقة، وقدم له البعض الفراش الذي يجلس عليه في الشارع، «أنا راجل على قد حالي ومليش حد يساعدني، ولاد الحلال جابولي الفرشة اللي بنام عليها»، ليصبح الرصيف مسكنه الذي يلجأ له كل مساء.
بعدما جلس «صبري» في الشارع، بدأ الجيران وسكان المنطقة عرض المساعدات المادية وتقديم الطعام له، ولكنه بعزة نفس لم يقبل هذه المساعدات، وفضل أن يتحمل مسؤوليته، «أول ما قعدت في الشارع كانت تيجي الناس اللي جاي يدفعلي فلوس واللي يجيبلي أكل، لكن أنا مش متعود أخد حاجة من حد»، ليبدأ في البحث عن عمل من أجل توفير قوت يومه، «كنت بدور على حد يشغلني أي حاجة المهم أن أجيب أكل عيشي».
مناشدة صبري لوزارة التضامن
ولكن مع مرور الوقت، لم يتمكن «صبري» من القدرة على العمل، وأصبح جسده لا يتحمل برودة الجو، «كبرت وبقيت بتحرك بالعافية ومقدرش على الشغل والشتا بييجي عليا في الشارع ببقي هموت من البرد تعبت وعايز سكن»، ولذلك يناشد راجل الخير، ووزارة التضامن الاجتماعي بتوفير سكن له.