على رصيف ميدان العتبة بمحافظة القاهرة، يجلس «عم عبدالله» تاجر العملات القديمة، الذي يمارس تلك المهنة منذ أكثر من 40 عامًا، إذ يفترش الرصيف وأمامه عشرات ومئات العملات المختلفة التي تحكي سنوات طويلة من تاريخ مصر الحديث، بداية من عصور الرومان وحتى البريزة، التي ألغيت قبل سنوات قليلة.
عبدالله سيف، أو «عم عبدالله بتاع العملة»، كما كان يناديه المارة، يبلغ من العمر 72 عامًا، ويمارس تلك المهنة منذ عشرات السنوات: «بشتغلها من وأنا شاب عندي 30 سنة، لحد ما بقيت معروف للناس كتير من المهتمين بالعملات القديمة، بعبدالله بتاع العملة».
«عم عبدالله» ولد في محافظة الفيوم، قبل أن يهجرها قاصدًا العاصمة، ورغم أنه لا يجيد القراءة ولا الكتابة، إلا أنه يفهم في العملات بشكل كبير ويستطيع بكل سهولة تحديد الثمين والغالي والأثري منها: «أنا مروحتش مدراس، ولا بعرف أقرا ولا اكتب، لكن بعرف العملة بسهولة من شكلها ورمزها».
جنيه عبد الناصر بعشرين.. والسادات بعشرة
يجلس «عم عبدالله» على أرض ميدان العتبة وأمامه عملاته المختلفة المنظمة بشكل يجذب العين بسهولة، كل يوم من الساعة 11 صباحًا وحتى عصر نفس اليوم، ما عدا يوم الأحد من كل أسبوع الذي يستريح فيه، إذا يحاول بيع تلك العملات للمارة من محبي جمع العملات القديمة بالميدان الشهير: «معايا عملات كتير، أغلاهم الريال الفضة اللي كان أيام الملك فاروق، ده ببيعه بألفين جنيه، ومعايا كمان جنيهات من أيام عبد الناصر، الواحد بيبتاع بعشرين جنيه، وغيرهم من أيام السادات والواحد بعشرة جنيه».
عبدالله يحلم بـ«كشك» يعرض فيه نقوده التاريخية
تاجر العملات القديمة، صاحب السبعين عامًا، يستمتع بمهنته ويرى نفسه «دكتور» وخبير بها، ولهذا يأمل أن توفر له بمحافظة القاهرة كشك صغير يبيع فيه عملاته تلك، بعد كل هذه السنوات الطويلة، التي عاشها مع هذه المهنة: «هو في دكتور من غير عيادة برضه».