| «عم محمد» يروي حكاية سور الأزبكية زمان: «كل فولة وليها كيال»

عند دخول منطقة العتبة، إذا كنت من محبي القراءة تأخذك قدامك تلقائياً إلى المكان الوحيد الذي يجتمع فيه كل أنواع الكتب بأسعار زهيدة، رائحة الكتب القديمة المعبثرة في كل أرجاء محلات «سور الأزبكية» تجذبك إليها، يجلس البائعون في محلاتهم الصغيرة، ينظمون الكتب بشغف رغم أعمارهم التي تعدت سن الشباب إلا أنهم يحبون القراءة وتبادلهم هي نفس الشعور.

يجلس «عم محمد» صاحب الـ57 عاماً، بأحد جوانب سور الأزبكية يبيع الكتب القديمة والجديدة وهو يحكي قصتها للمشتري والابتسامة لا تفارق وجهه: «مقسم الكتب على حسب الفئة بتاعتها، ففي الطبي والتاريخي، وكل فولة وليها كيال»، بحسب قوله.

بيع الكتب زمان

أكثر من 30 عاما يبيع فيهم «عم محمد» الكتب والروايات، بعد أن ورث هذه المهنة عن جده الذي كان مقرب له في طفولته، حسبما روى لـ«»: «أول ما بدأت في سن الحضانة كان بياخدني معاه المحل ويحكيلي عن المهنة زمان»، فمع بداية ثورة يوليو 1952 تحولت حديقة الأزبكية لحديقة عامة، وتم تشيد سور حجري مكان السور الحديدي الذي تحول بمرور الوقت بعد ذلك لمعرض دائم ومفتوح للكتب القديمة.

نجيب محفوظ وإبراهيم المازني: زبائن سور الأزبكية

اختلفت طريقة البيع قبل تشييد السور الحديدي لـ«سور الأزبكية»، فكان البائعون يتجولون بالكتب في القاهرة، إلا أنهم قرروا بعد ذلك افتراش الأرض بالكتب في ميدان العتبة الموازي لحديقة الأزبكية: «المكان اتغير زمان عن دلوقتي بعد ما نقلوا السور الحديد القديم لمنطقة السيدة زينب، وخصصوا مكان لينا في التمنينات بالأزبكية».

زبائن من المشاهير ونجوم زمان كانوا دائمي الحرص على اقتناء الكتب من بائعي سور الأزبكية، حسبما روى الرجل الخمسيني: « لسه الأزبكية مكان مفضل لكل المثقفين المصريين والعرب، فكان نجيب محفوظ وإبراهيم المازني من الزوار الدايمين للبايعين هنا».

يظل «عم محمد» ساعات طويلة، يرتب أرفف المحل، ليُسهل عملية البحث عن الكتب على زبائنه، خاصة الأطفال: «بحب الكتب جداً، وبهتم بترتيبها أبجدياً، علشان أوفر على الناس تعب البحث»، ويتمنى الرجل الخمسيني، أن يشارك في معرض الكتاب العام القادم مشيداً بالدور التنظيمي الذي يشهده كل عام.