| «عم محمد» 30 سنة بيبيع «السميط» في رمسيس: «تعبت من الشارع»

في أحد شوارع رمسيس يتجول «عم محمد» بعربته التي يرصد عليها أصنافا من المخبوزات «سميط» مرتديا الجلابية والطاقية السوداء محاولا بيعه من أجل توفير قوت يومه، تزاحم التجاعيد ملامح وجهه، يحمل بين طياته ألف معني ما بين صبر ومثابرة ومسؤولية خاصة بعد وفاة زوجته وعلى الرغم من ذلك إلا أنه ما زال يعافر من أجل الحياة.

محمد توفيق، صاحب الـ74 عاما والمقيم في منطقة شبرا بمحافظة القاهرة يروي في حديثه لـ«» عن معاناة الحياة خاصة بعد وفاة زوجته: «بعد الحرب اشتغلت في سنترال بتاع التليفونات وكنت بأخذ مرتب 9 جنيه في الشهر ولكن عشان المصاريف كانت غالية سبتها سنة 1975».

حياة عم محمد بعد وفاة زوجته

يعيش الرجل السبعيني بمفرده بعد وفاة زوجته في غرفة صغيرة بمبلع قدره 300 جنيه شهريا موضحا أن لديه 6 أبناء منهم ثلاث بنات وثلاث صبيان: «عيالي كلهم اتجوزوا إلا بنتي المعاقة دي عندها توحد وبعد لما أمها أتوفت راحت تعيش مع أختها الكبيرة في فيصل»، فضلا عن فواتير الكهرباء والمياه والغاز مؤكدا أنه يبدأ عمله كل يوم من الساعة 3 عصرا: «باجي كل يوم من 3 العصر وفي الشتاء بمشي الساعة 12 بالليل وفي الصيف بمشي الساعة 2 بالليل».

30 عاما على بيع المخبوزات في رمسيس

منذ 30 عاما يبيع «عم محمد» المخبوزات في شوارع رمسيس فلم تكن المهنة الأولى التي لجأ إليها بعد ترك وظيفته الحكومية: «اشتغلت في بيع الفاكهة والخضار وكمان اشغلت في المحلب ولكن لما كبرت في السن سيبتها وبقيت أبيع السميط»، لافتا إلى أن 30 أو 40 جنيهًا هو المبلغ الذي يدخله يوميا على أمل أن يأتي آخر الشهر ومعه ما يكفل كل التزاماته: «ساعات بتأخر في دفع الإيجار وصاحب الشقة بيقولي كل شوية عاوز الفلوس، «نفسي في أي مساعدة عشان تعبت من الشارع».