تحت زخات المطر، ظهرت مشاعر الحب والحنان على الأب «وجيه»، الذي لم يبالي لقطرات المياه التي تهطل على رأسه، ولا للبرودة الشديدة التي تحاوطه من جميع الأطراف، رغم أنه رجلا في العقد السادس من عمره، إذ وقف بمفرده مُتلقيًا للأمطار على مدرجات ملعب أسكو بالقاهرة، وهو يدعم ويشجع ابنه اللاعب «أحمد»، مهاجم فريق بنها في إحدى مبارياته التي جمعته مع نادي بتروجيت، مما تسبب في إثارة حالة من الإعجاب والحب بين جميع رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
وجيه سليم «بطل الصورة»، التي انتشرت عبر السوشيال ميديا، 58 عامًا، من أبناء قرية شنشور في مركز أشمون بمحافظة المنوفية، يعمل مدير مالي للشركة المصرية السعودية للكيماويات، يحكي في حديثه لـ«»، أنه يهوى كرة القدم من صغره وهو ما جعله يلتحق بصفوف نادي الزمالك، إلا أن والده لم يسمح له بالاستمرار في اللعب خوفًا على مستقبله: «الناس زمان كانت واخدة فكرة غلط عن لعب الكرة، وأنها تعتبر فشل، علشان كدا اللي أنا أتحرمت منه بحاول أعوضه في عيالي».
اعتياد الأب على مرافقة ابنه
اعتاد «وجيه» أن يرافق ابنه في أغلب مبارياته كي يدعمه، ويشدد من حماسه في الملعب، وأنه لم يعط اهتمامًا لوجوده على مدرجات الملعب بمفرده، أو هطول الأمطار من فوقه، وإنما كل تفكيره كان موجهًا إلى المباراة وأداء ابنه: «دي حاجة تلقائية بيعملها أي أب.. دايمًا الأب عايز عياله يكونوا أحسن منه.. وأحسن ناس في الدنيا».
أما الابن أحمد وجيه، 27 عامًا، مهاجم فريق بنها، عبر خلال حديثه لـ«»، عن فرحه الشديد وتقديره لمساندة والده له، موضحًا أنه مهما تكلم وشكره فلن يوفيه حقه: «وجوده بيديني دعم كبير وبيضاعف حماسي»، وأنه دائمًا ما يشجعه على مضاعفة مجهوده ويُخبره بأن أداءه جيد ويُمكنه تقديم ما هو أكثر: «دايمًا بيقول لي استمر أنت لسه صغير، وربنا ممكن في خلال سنة يغير الأمور كلها ويعوض تعبك في السنين اللي فاتت».
الابن: «أول ما شُفته جسمي قشعر»
فرحة كبيرة سيطرت على كيان «أحمد»، وهو في أرض الملعب عند رؤيته لوالده وهو يقف بمفرده، ولا يعبأ بالأمطار في سبيل دعمه وتشجيعه: «أول ما شُفته جسمي قشعر»، مشيرا إلى أنه رغم فرحته الشديدة، إلا أن خوفه على أبيه لم يدعه يتركه واقفًا، هكذا وتوجه إليه ليطلب منه النزول والابتعاد عن الأمطار، ولكنه رفض: «مرضيش ينزل وقال لي ملكش دعوة بيا وركز في المباراة»، وأنه رغم خسارته إلا أن أبيه واصل تشجيعه ودعمه له: «بعد المباراة جريت بوست إيده كالعادة.. وقال لي ولا يهمك أدائك كان كويس والمرة الجاية تكسبوا».