لحظة صمت بين عنايات عبد المنعم وزوجها، قرر أن يكون وداعه الأخير لها على كتفها، الذي حمله لمدة 30 عامًا، مشهد تقشعر له الأبدان، عندما حاولت المرأة السبعينية، إفاقة زوجها لتستيقظ من خبر وفاته على حياة جديدة داخل دار رعاية.
تحكي «عنايات» أنها ولدت يتيمة الأب والأم في عام 1952، لا تعرف أي معلومة عن أسرتها، لتعيش مع أقاربها حتى شبابها، إلى أن جمعها القدر بشاب، لتبدأ حياة جديدة معه، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد تعرضت لمشكلة صحية، منعتها من تحقيق حلم الأمومة، قائلة لـ«»: «طول عمري وأنا متبهدلة، أيامي كلها كانت مأساة، مشفتش أمي خالص، كان نفسي أعرف ملامحها».
حرمت عنايات من الأمومة
خضعت «عنايات» لجراحة في الرحم، لكنها باءت بالفشل، لتحرم من حلم الأمومة، الذي ظل شبحًا يراودها في كل لحظة، ويهدد استقرار حياتها، لكن زوجها كان خير الرجل، الذي دعمها بكل قوة، ورفض التخلي عنها، فكانت له الزوجة والأم والحبيبة والابنة والصديقة، حتى رحل عن عالمنا، لتبقى وحيدة بلا سند، وافترقت عن شريكها بعد زواج دام 30 عامًا، بحسب كلامها: «زوجي مقدرش يستغني عني، فضل واقف جمبي لحد آخر يوم، وربنا افتكره مات على كتفي ورجعت تاني وحيدة».
حياة «عنايات» داخل دار رعاية
ظلت «عنايات» بين وحدتها وعملها، كمدير عام في إحدى المصالح الحكومية، وبعد خروجها على المعاش، تعرضت لجلطة في المخ، ليسعفها الجيران وقرروا إيداعها داخل دار لرعاية المسنين، إلا أن جارتها «لبنى» تتردد عليها دائمًا داخل الدار، تطمئن على صحتها، بحسب كلامها: «جارتي بتيجي تزورني علطول، تشوفني لو محتاجة حاجة».