سنوات من الشقاء عاشها «محمد طاهر»، 31 عاما من محافظة الشرقية، بعدما تخلي عنه والده إثر نشوب خلافات عائلية بينهما كانت سببا رئيسياً في طرده من المنزل ليواجه مصيرًا مجهولًا، بعدما قرر اللجوء إلي محافظة القاهرة، بحثًا عما حُرم منه منذ ولادته.
يمتلك «محمد»، صوتًا قويًا يحبه الجميع، جعله يقصد الأفراح للغناء من آن لآخر، أثناء إقامته بمسقط رأسه، سعيا وراء الشهرة قبل أن يهدم الأب أحلامه مقررا طرده.
«محمد» مطرب مشرد في الشارع منذ 7 سنوات
قبل سبع سنوات جاء الشاب إلي منطقة الدقي وكل ما يملكه مائة جنيه فقط، مقابل الكثير من الآمال التي يطمح في تحقيقها، إلا أنه فشل في تحقيق ما يصبوا إليه بعدما أنفق كل ما لديه من مال، ولم يجد عملا مناسب، وهنا يقرر ترك الغرفة التي استأجرها بعدما فشل في سداد الإيجار: «لقيت نفسي في الشارع ومفيش معايا فلوس، نزلت أنام علي رصيف بعدما ما كان ليا سرير، وأنا نايم في يوم اتسرقت وكل الورق بتاعي راح».
حلم «محمد»، انتهي قبل أن يبدأ ليجد نفسه في الشارع ينام إلى جوار صناديق القمامة التي ربما يجد بداخلها ما يسد جوعه: «بنام جنب الصناديق علي أمل حد يرمي أكل، لكن بتصعب عليا نفسي أكيد وأنا شايف الكلاب والقطط حواليا حالي بقي زي حالهم، وبقول أرجع البلد تاني، لكن رفض أبويا ليا مانعني».
لازال الثلاثيني يحلم بالغناء والشهرة ويسعي لتحقيق تلك الأمنية التي طال انتظارها سنوات، ويحاول استغلال المناسبات الاجتماعية التي يراها في الشارع ليغني: «الناس حبتني وبيقولوا إن صوتي حلو، وأكيد أنا مبسوط ونفسي أقدر أحقق حلمي ده، وأبقي مطرب مشهور».
لا يميل «محمد»، إلى المهرجانات لأنه يري أنّ الفن لابد وأن تكون له رساله، يمكن تحقيقها من خلال اختيار كلمات تناسب الذوق العام: «أنا من مدرسة العندليب وأم كلثوم، مدرسة الفن الراقي، لكن مليش في كلام المهرجانات حتي لو هبقي أشهر واحد في مصر، أنا عندي حلم وهحققه».