شجرة تاريخية معمرة، عمرها ما يقرب من 800 عام، على مدار هذه السنوات تحوَّلت إلى غابة كبيرة مثيرة للدهشة، أطلق عليها «الغابة الشجرة»، وأصبحت عبارة عن معلم سياحي طبيعي يقع في لواء الأغوار الشمالية من محافظة أربد شمالي الأردن، يزورها كل من أراد التمتع بجمال الطبيعة والاستمتاع بمشاهدة غابة خضراء كاملة بجذع شجرة واحدة.
الغابة الشجرة
الشجرة أو الغابة الشجرة، تغطي مساحة 3 دونمات «الدونم 2337.8 م»، من الأرض وينبت على أغصانها الضخمة أيضاً عدد من النباتات، وتعد هذه الشجرة من الرموز القوية والبارزة في منطقة لواء الأغوار، كما أنها تعد شاهدًا تاريخيًا على الناس الذين سكنوا هذه المنطقة، وفق ما نشره موقع «العربية».
ووصف الرحالة الأمريكي الدكتور سيلاه ميريل، «الغابة الشجرة» بأنها شجرة السدر المتوحشة الشائكة، وبوجودها في منطقة لواء الأغوار، صنعت منه منطقة ومعلما سياحيا محليا رائعا ومثيرا للدهشة، اتخذتها الرحلات المدرسية والعائلية، نزهة في أوقات الربيع والخريف من معظم المحافظات.
أكبر شجرة معمرة
وقال الدكتور أحمد جبر الشريدة، الباحث في شؤون التراث والبيئة، إن أهمية الغابة شجرة «هجيجة»، تكمن بكونها أكبر شجرة معمرة في الأردن، مبيناً أنها تغطي حوالي 3 دونمات، كما أنها تُعد نوعا نادرا من أشجار السدر، كما أن لها تاريخا طويلا في منطقة لواء الأغوار، وأهمها أنها أحد معالم السياحة التاريخية، والزراعية في المنطقة، وهي فريدة من نوعها من حيث الشكل والحجم والإطلالة التاريخية.
على الرغم من الأهمية السياحية لـ هذه الشجرة الأعجوبة، إلا أنها تعاني كثيرًا من نمو نبات «العنم» على أغصانها، وهو نبات طفيلي تنقله الطيور على الشجرة، إذ ينبت من خلال بذوره التي تأكلها الطيور وتسقط منها حبات تلتصق على أغصانها وتتغذى على العصارة الخضراء التي تصنعها الشجرة، وتُعد هذه النبتة الطفيلية شرهة في امتصاص غذاء الشجرة وتحجبه عن الأغصان فتجف وتموت، بحسب خبراء متخصصين في الزراعة.
الأضرار التي تلحق بالشجرة المعمرة
كما أن تعد هذه الشجرة مصدر أساسي للسكان من أجل التحطيب، خاصة أنها تعرضت خلال عام 2016، للحريق من قبل بعض المتنزهين الذين أشعلوا النيران وتركوها مما جعلها تطال هذه الشجرة وتُلحق الأضرار بها، لا أحد يهتم بكونها معلم سياحي عريق ولها تاريخ طويل لآلاف السنوات.