| غرائب المشردين: «منى» مبتاكلش غير فراخ.. و«نحمده» غاوية عيشة الشارع

يجلسون بلا حراك في انتظار من يعطف عليهم، يتلحفون بالسماء كونهم يعيشون في الشارع، الرصيف رفيقهم الوحيد يشكون له همومهم والوحدة، لا يفكرون في المستقبل، وإنما بمتى سيتاح لهم تناول الطعام، فهم لا يعرفون متي ستجود عليهم الحياة بوجبة تملأ بطونهم، تلك هي حياة المشردين الذين وجدوا أنفسهم في أحضان الشوارع فجأة، وكل منهم يحمل قصة مختلفة، ورغم أن بعضها مأساويًا إلا أن هناك قصصًا غريبة يحملها البعض منهم.

«» رصدت بعض حكايات المشردين الغريبة داخل دور الرعاية، فمنهم من لم يقتنع بكونه «مشردًا»، ويتعامل على أنه ملك متوج ويعيش وكأنه في فندق «5 نجوم» إقامة كاملة.

مشردة «صاحبة مزاج».. مبتاكلش غير فراخ مشوية وكفتة

رغم أنها تبلغ من العمر 65 عاما، وتعيش على نفقة أشقائها، إلا أن منى الوزيري كان لها أسلوب خاص في حياتها، فهي تهوى حياة الملوك وتتصرف وكأنها تعيش في قصر فاخر ولم تستطع التزوج بسبب طلباتها الكثيرة، لتضيق أسرتها المكونة من أشقائها ذرعًا بها وتطردها لعدم قدرتهم على تحمل مصاريفها اليومية، لتكون ضيفة على شوارع المحروسة.

ظلت السيدة الستينية تتنقل في الشوارع ودور الرعاية، ولكن طلباتها كانت غريبة للغاية، إذ كانت لا تشرب سوى المياه المعدنية، وتأكل «فراخ مشوية» وكفتة واللحوم بأنواعها، وتحب تناول الجبن الرومي، فهي مشردة «صاحبة مزاج»: «طلباتها غريبة جدا ومتحبش إلا اللحوم والمشويات ولازم مياه معدنية، وأخواتها كذا مرة تروحلهم وميقدروش على طلباتها فترجع للشارع تاني، وهي حاليا عايشة معايا بس طلباتها متعبة»، بحسب سامية سيد، صاحبة دار رعاية في منطقة بولاق الدكرور.

اقرأ أيضًا.. أهل «آية» مشردة الغردقة يرفضون استلام جثمانها: «سابوها حية وميتة» 

سيدة حامل تهوى العيش بالشارع 

لم تقف حكايات أغرب المشردين في دور الرعاية عند ذلك الحد، ففي ميدان الرماية بمحافظة الجيزة، اعتادت سيدة حامل في الأشهر الأخيرة الجلوس في الشارع، وشكلها يدل على غياب عوامل النظافة الشخصية تمامًا وأنها تعيش في الشارع منذ سنوات، فبشرتها ملطخة بالطين، وملابسها متهالكة وممزقة، لتستضيفها إيمان محمد بمنزلها بشكل مؤقت حفاظًا عليها: «صوت عياطها كان مقطع قلبي وخلاني أروح لها وأخدها عندي البيت، لغاية ما اتصل بوزارة التضامن الاجتماعي، أو أنقلها لدار رعاية».

وبسبب كونها دون هوية، أطلقت عليها «إيمان» اسم «نحمده»، ولكنها لم تتخيل أن ترفض المشردة الحامل الإقامة في دور رعاية وكأنها تهوى الشارع لتهرب وتعود إليه مجددًا، رافضة العيش في حياة كريمة.

المشردة الثرية: تمتلك 60 ألف جنيه وطلباتها كثيرة 

وبسبب ظروف الطقس السيئة، لم يتحمل أهالي منطقة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية رؤية سعدية شلبي ذات الـ75 عامًا في الشارع، واتصلوا بدار رعاية لتستقبلها، فرغم امتلاكها 5 أبناء وبيعها بيتها لتعطيهم نصيبهم وهي على قيد الحياة، إلا أن أحدًا منهم لم يرق قلبه لحالها: «هي عايشة معانا في الدار بقالها فترة، بس طلباتها كتيرة وغريبة، واكتشفت أنها معاها 60 ألف جنيه ملفوفة في قطعة قماش على رجلها»، بحسب سامية سيد مديرة دار الرعاية ببولاق الدكرور.

النقود الكثيرة، كانت كل ما تبقى للسيدة السبعينية من بيع المنزل، ورغم الاتفاق معها على إيداع المبلغ في حساب لها بالبريد إلا أنها رفضت بعد ذلك لكونها تريد إعطاءها لأولادها الذين لم يسألوا عنها سوى للحصول على الأموال فقط، لتتنقل للعيش معهم في النهاية.