دائمًا ما يُزيد المواهب جمالًا وظهورًا هو تقديم شيئًا جميلًا غير مألوف أو من السهل تقديمه، وهو ما فعلته الفتاة العشرينية بسمة فوزي، ابنة محافظة الدقهلية، التي لم تكتف بموهبتها في الرسم بالقلم الرصاص أو الفحم وما شابه من أدوات، وإنما راحت تستعمل الإبرة والخيط لتشكيل «بورتريهات» غاية في الجمال تتجلى عليها الملامح وتَبرُز التفاصيلُ.
موهبة كبيرة في الرسم تمتعت بها «بسمة»، صاحبة الـ28 عامًا، منذ صغرها، حيث توارثتها عن والدها، وبدأت في تشكيل بعض الرسومات الطفولية وهي في الصف الرابع الإبتدائي، كما حصلت على دورة تدريبية من خلال الإنترنت لتدعيم موهبتها وإثقالها، ومن ثَم بدأت في رسم مجموعة مختلفة من «البورتريهات»، كما تنقلت بعدها على عدة فنون أخرى أبرزها تطريز الطارات ومناديل الزفاف، إلا أنها ولظروف معينة تركتها وإتجهت أخيرًا إلى الرسم بالإبرة والخيط.
بداية «بسمة» في الرسم بالخيط
«الرسم بالخيط متعة كبيرة بالنسبة لي، بس بيكون صعب جدًا لأن الخيط مش مرن زي القلم الرصاص أو الفحم في إبراز الملامح والتفاصيل».. قالتها «بسمة»، ابنة مركز دكرنس محافظة الدقهلية، والتي تخرجت في كلية الآثار جامعة القاهرة، مُضيفة أنها أثناء رسمها «بورتريه» بالإبرة والخيط، تبدأ أولًا في تشكيل بعض الخطوط الخفيفة والبسيطة بالقلم الرصاص، ومن ثَم تشكيل الرسمة بالخيط: «صعوبة الرسم بالخيط أن أي خطوة غلط لازم تفك الغرزة وتبدأ من الأول، إنما في الرسم ببعض الأدوات التانية بيكون مُتاح أنك تمسح وتعدل».
«بسمة»: بصرف على دراستي من موهبتي
تستعمل الفتاة العشرينية في رسمها الخيط الأسود، والذي يُسمى «خيط مالونيه صيني»، حيث تجده أفضل الفي إظهار ملامح الوجه والتفاصيل، بحسب تعبيرها مُضيفة أنها إلى جانب حبها للرسم وإتخاذه كهواية، تعتمد عليه أيضًا كمصدر للدخل تُحاول الإنفاق من خلاله على دراستها فوق الجامعية: «شغالة في عمل ماجيستير، وعلشان كده مهما كان الرسم بالخيط متعب بس بحاول أكمل علشان أفضل أقدم حاجة مختلفة»، بحسب «بسمة»، التي أضافت أن أسرتها هي الداعم الأول والأكبر لها، بالإضافة إلى أصدقائها: «نفسي أطور موهبتي أكتر، وكمان بتمنى ألاقي شغل في مجال دراستي علشان أدمجه مع موهبتي وأقدر أروج للآثار والأماكن الأثرية بطريقتي».