حالة نادرة من القسوة تعرضت لها «مريم»، 14 سنة، من أبناء محافظة سوهاج بصعيد مصر، بعد أن توفي والدها وهي في سن 4 سنوات، وبدلًا من أن تحتضنها والدتها وتعوضها عما فقدته من حنان الأب وأمانه، راحت تتزوج مرة ثانية وتودِعها دار أيتام، لينتهي حال الطفلة في النهاية بملازمة الشارع دون مأوى أو سند.
روت «مريم» في حديثها لـ«»، أن والدها توفى منذ 10 سنوات، وتركها رفقة والدتها وشقيقتها الكُبرى، ولم تمر سنوات حتى راحت والدتها تقسو عليها بطريقة شديدة وتحاول إجبارها على الزواج من شخص رغم صِغر سنها، وعندما رفضت قررت والدتها إيداعها دارًا للأيتام: «قالوا لي دي مدرسة داخلية.. مقالوليش أنها دار أيتام، وفضلوا سنة كاملة محدش زارني خالص»، وأنها قررت بعد ذلك الهروب من الدار والسفر إلى الإسكندرية ومنها إلى منطقة إمبابة بالقاهرة، وراحت تتخذ من أرصفة الشوارع الصلبة وسادةً لها عوضًا عن لِين حِضن أمها.
مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان» تستجيب لحالة «مريم»
بعد وجود «مريم» في الشارع، رآها شخص يدعى «خالد»، وهو رجل أربعيني، رقَّ قلبه على الطفلة اليتيمة والمُشردة بلا مأوى، ليأخذها إلى بيته يُسلمها لزوجته والتي اهتمت بها واشترت لها لبسًا جديدًا، وبدأ «خالد» يبحث لها عن دار رعاية آمنة ليودِعها بها وهو مُطمئنًا.
وبعد أن سلَّطت «» الضوء من خلال بث مباشر، على مأساة «مريم»، الطفلة اليتيمة التي ذاقت مرارة مُلازمة الشارع فترات طويلة، بعد أن حرمها الموت من أمان أبيها، وحرمتها القسوة من عطف أمها، أسرعت مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان» لتبني حالة الطفلة ورعايتها من خلال استقبالها في فرع المؤسسة في منطقة الهرم.
وأكد محمود وحيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان»، أن المؤسسة ستتكفل برعاية الطفلة «مريم» وبتوفير كافة احتياجاتها، وأنه سيتم تشكيل فريق طبي فور استقبال الطفلة في فرع المؤسسة بالهرم، لفحصها طبيًا والتأكد من خلوَّها من الأمراض لحين الوصول إلى أسرتها.