| «فاطمة» تعول زوجها المريض وابنها المصاب بمتلازمة داون: «نفسي في بوتاجاز»

عيناها غائرتان وظهرها يكاد يكون منحنيا من كثرة الأعباء التي تحملها فوق عاتقها، فزوجها مريض وابنها مصاب بمتلازمة داون، والاثنان لا يقدران على العيش دونها.

لا تجد فاطمة علي، التي تجاوز عمرها 50 عامًا، سندًا تتكئ عليه لترتاح بعد سنوات الشقاء والكفاح، لكنها لم تتخل عن دورها البطولي في رعاية زوجها المريض وابنها الذي ترافقه ليل نهار، فظروفه تحول دون الاعتماد على نفسه، حسبما قالت لـ«».

زوجة وأم وممرضة

تقف «فاطمة» في طابور طويل رفقة ابنها للحصول على خدمة طبية بالمجان، وفي بيتها تتحول إلى ممرضة ترعى زوجها الذي يرقد منذ سنوات لإصابته بمشكلة في الجهاز التنفسي، بجانب مهامها كربة منزل وأم لأبناء آخرين يحتاجون إلى رعاية، هكذا يتلخص يوم والزوجة والأم دون أن تعير اهتماما لصحتها التي بدأت في التراجع، «زوجي مش بيشتغل، وأنا واخدة بالي منه ليل نهار، ولما خلفت ابن من المصابين بمتلازمة داون المصاريف كترت علينا، مبقتش عارفة أعمل إيه وأجيب لهم علاج منين».

«فاطمة» تعول زوجها وابنها

تحصل «فاطمة» على معاش شهري لابنها المريض «محمد» قدره 440 جنيهًا، ودعم مالي بسيط لا يتعدى بضع جنيهات يوميا من ابنيها اللذين يعملان باليومية: «عندي أحمد متزوج وعايش لوحده، والسيد قاعد معانا وشغال باليومية، وأنا موجودة في البيت مش بشتغل علشان أراعي ابني محمد وأوديه المدرسة الفكرية وأرجعه».

دعم مؤسسة مصر الخير

وقع الاختيار على مدرسة «محمد» لتصبح ضمن القافلة الطبية لخدمة «قادرون باختلاف»، وتشمل توقيع الكشف الطبي وتوفير الأجهزة التعويضية لكل حالة حسب الاحتياج من سماعات طبية وأطراف صناعية وكراسي متحركة، وذلك في ظل الشراكة الاستراتيجية بين البنك الأهلي المصري مع مؤسسة مصر الخير: «عرفت القافلة من المدرسة، وكشفت عليه أنف وأذن، وعيون وهيعملوا له نظارة من غير فلوس».

«فاطمة» تحتاج لمساعدة

تطالب «فاطمة» بمساعدة مادية لمتابعة حالة ابنها الصحية باستمرار، كما تحلم بـ«بوتاجاز» بدلًا من استخدام الشعلة في طهي الطعام حفاظًا على سلامة ابنها: «الحمد لله الظروف على قد حالها، بس محتاجة بوتاجاز لأني بشتغل على شعلة، وساعات بتهب وبخاف على ابني محمد يقرب منها».