تلحفت بالبرد، فالعباءة السوداء التي ترتديها لا تحمي من زمهرير البرد القارس الذي تشعر به «فاطمة» ذات الـ56 عاما والتي تفترش أحد كباري المشاة المجاور لمترو جامعة القاهرة.
تعاني «فاطمة» من عدة مشاكل صحية أبرزها الجلطة والغضروف، تجلس واضعة أمامها عددًا من علب المناديل في انتظار من يمد إليها يد العون بجنيه أو أكثر، مقابل علبة مناديل أو بدون، لتعود آخر اليوم بما يكفي لسد حاجة أبناءها المرضى.
بصوت متقطع نتيجة المرض وشدة البرد، حكت «فاطمة»، القادمة من مركز كرداسة بمحافظة الجيزة، لـ«»، قصتها بأن ابنيها وهما «ياسمين»، 22 سنة، و«عبدالرحمن»، 14 سنة، تعرضا منذ سنتين لـ حادثة سيارة على الطريق مما أدى إلى حدوث إصابات بالغة لهما: «ياسمين حصلها كسر في الحوض والكتف انفصل، وعبدالرحمن ركب شرايح ومسامير».
إصابة الأم بجلطة من شدة الحزن
أُصيبت الأم وقتها بجلطة دماغية من شدة حزنها على أبنائها، مما ترك لها تعثرا شديدا في النطق، ولم تتوقف معاناتها عند هذا الحد، بل تركها زوجها وطردها وابنيها من الشقة، مما اضطرها لاستئجارغرفة متواضعة لتقيم فيها معهما، تدفع لها 400 جنيه كإيجار شهري، في حين أنها لا تملك منهم جنيها واحدا.
«فاطمة»: بنَّام على الأرض
تعاني الأم أيضا من غضروف في الظهر إلى جانب التهابات شديدة في يديها: «بنَّام على الأرض واللبس كله اتوسخ مش قادرة أغسله علشان تعب أيديا، ومفيش عندي في الأوضة عفش بنّام على الأرض»، بحسب «فاطمة»، التي فاض بها الكيل، ولم تستطع السيطرة على دموعها فراحت بحروف شديدة التلعثم ونبرات غلبها البكاء تعلن نفاد قوتها وتتمنى لو تجد من يحمل معها عناء التكفل بأسرتها: «نفسي في شقة وحد يدفعلنا إيجارها.. أنا تعبت والله».