فتاة عشرينية، من أبناء بالشرقية، وبالتحديد قرية الحبش مركز الإبراهيمية، تستقل دراجة نارية «تروسيكل»، محملًا بالخضروات وأقفاص من الفاكهة، تقوم بالمرور على المحال التجارية والتجار بالأسواق، لتقوم بتنزيل البضائع، ذات الأوزان الثقيلة بنفسها، لتعود مسرعة للمنزل، وتقوم بدور الأم، لتلبية احتياجات أطفالها الثلاثة وزوجها، الذي يعاني من حالة مرضية صعبة.
تمسك زوج فايزة بها وتخلي أهله عنه في مرضه
فايزة أحمد، صاحبة الـ27 عاما، تزوجت بعد قصة حب جمعتها بزوجها، على الرغم من معارضة الأهل، حتى قاطع أهل زوجها ابنهم، ليقرر التمسك بها، وبناء عش الزوجية البسيط على مساحة 40 مترا، وبعد مرور عدة سنوات على زواجهما، يتعرض الزوج لأزمة صحية، تمنعه من العمل، ومع مرور الأيام على جلوس زوجها بالمنزل، أصبح البيت خاليا من الموارد الغذائية، وعلى الرغم من مرضه لم يلتفت له أهله، ولم يقدموا له ولأبنائه مساعدة، على الرغم من حالتهم الميسرة، بحسب حديثها الزوجة الشابة لـ«».
أعمال قامت بها فايزة من أجل أبنائها وزوجها
وهنا تبدأ «فايزة» قصة كفاحها من أجل أبنائها وزوجها، حيث بدأت الزوجة العشرينية منذ ما يزيد عن خمس سنوات، العمل في الأراضي الزراعية، لزراعة المحاصيل وجمعها ضمن العمالة اليومية، ولكن لعدم انتظام هذا العمل، لجأت للعمل في البيوت، ثم توجهت لشراء ماكينة صناعة «غزل البنات» وتحمله على عصا خشبية وتجوب به شوارع القرية والقرى المجاورة مشيًا على الأقدام، ولكن مع دخول فصل الصيف وبسبب ارتفاع درجة الحرارة، تسبب الطقس في تلف بضائعها.
فايزة تبدأ يومها في العمل الثالثة فجرًا
تمكنت «فايزة» من تدبير ثمن شراء الدراجة النارية «تروسيكل»، لتبدأ قصة جديدة من الشقاء، من أجل طلب الرزق، بحيث تعمل في بيع غزل البنات في فصل الشتاء والمناسبات والأعياد، وأثناء فصل الصيف، تقوم بتوزيع الفاكهة والخضار في الأسواق، لتبدأ الزوجة الشابة يومها من الساعة الثالثة فجرًا، فتذهب لمحل التاجر، وتقوم بتحميل البضائع، ثم تتوجه إلى الأسواق وتقوم بتنزيل البضائع، وقبل السادسة صباحًا تتوجه للمنزل، من أجل إعداد وجبة الفطار لأبنائها الثلاثة وزوجها، وتأخذ قسطا من الراحة، لتواصل العمل بعد الظهر إلى الـ11 مساءً.
طلبات فايزة تتلخص في شقة
لم تكن الرفاهية مطلب «فايزة»، بل هي لا تزال تكافح من أجل أبنائها وزوجها المريض، وعلى أتم الاستعداد من أجل مواصلة رحلتها مع الشقاء «الحمد لله عندي استعداد اشتغل 100 سنة عشان ولادي وجوزي»، ولكن تتلخص مطالب وأمنيات الزوجة، في مسكن صغير، يحميها هي وأطفالها من أمطار الشتاء، ويجعلها تطمئن على صغارها، وهي تسعي لجلب الرزق الحلال، «نفسي في شقة تحمي العيال من المطر بخاف عليهم وأنا نازلة الشغل».