محل صغير تجاوز الـ61 عاما، منذ تأسيسه بمنطقة الغورية، تناثر التراب على جدرانه، يجلس رجل ثمانيني تبدو علامات الشيخوخة على وجهه، ممسكا السبحة في يديه، وبجانبه عدد من الكراسي الإسلامية القديمة، يمارس المهنة التي ورثها عن والده وهي بيع وشراء الذهب.
«فتحي» يمارس مهنة والده
فتحي خليل، 84 عاما، صاحب أقدم محل ذهب بمنطقة الغورية يروي لـ«» أنه ورث هذه المهنة عن والده الذي كان يعمل أيضا تاجر ذهب: «أبويا كان شغال تاجر ذهب.. وأنا بدأت أتعلم منه ولغاية لما فتحت المحل ده لوحدي»، موضحا أنه لم يستطع التخلي عن هذه المهنة.
منذ عام 1961 قرر صاحب الـ84 عاما، أن يقوم بتأسيس محل الذهب ليستكمل المهنة التي ورثها عن والده وعلى الرغم من ذلك، إلا أنه لم يورثها لأبنائها: «أنا أه ورثتها من أبويا ولكن مورثتهاش لأولادي وكل واحد فيهم بقى يشتغل في المجال اللي بيحبه».
«فتحي» مازال يحتفظ بالأشياء القديمة
من الجميل أن الحاج «فتحي» مازال يحتفظ بكل شيء في المحل منذ بداية تأسيسه، إذ توجد بعض الكراسي الإسلامية القديمة، وكذلك الجدران الخشب التي توضح مدى قدم المحل: «كل حاجة في المحل قاعدة زي ما هي من الكراسي والخزنة والخشب، ومش برضى أجددهم عشان بحس بالزمن الجميل اللي كنا فيه»، مشيرا إلى أنه يشعر بالراحة التامة أثناء تواجده بين أهالي منطقته الغورية.
«الستات زمان كان بتحب الذهب جدا.. وكانت بتهتم بيه خاصة منطقة الغورية عشان منطقة شعبية».. بهذه الكلمات عبر الحاج «فتحي» عن كيفية اهتمام سيدات زمان بشراء الذهب بخلاف هذه الأيام، وذلك لارتفاع الأسعار، مؤكدا أن سعر الجرام أيام زمان كان يبلغ 2 جنيها، وأحيانا كان يصل لـ جنيها واحدا، متمنيا أن يعود هذا الزمن الجميل.