طاولة تحمل جوارب بأشكال ومختلفة، وبجوارها يجلس «محمد» على كرسى متحرك، ينتظر الزبائن، راضياً بعمله كبائع متجول فى منطقة «العتبة» منذ أن ترك وظيفته كأمين مخازن فى إحدى الشركات التجارية، وتعرّضت قدماه للبتر، إثر تداعيات مرض السكر.
محمد عبدالكريم، 43 عاماً، يحكى لـ«» عن تجربته: «أنا كنت أمين مخازن ومرتبى مكفينى، لكن بعد ما اتجوزت وخلفت أول بنت ليا المرتب مابقاش مغطى احتياجات البيت، سيبت الوظيفة واتجهت للتجارة، كان عندى 30 سنة ساعتها، يعنى طول عمرى شغّال بياع ومرتاح فى شغلى وباكفى بيتى».
حزن بدا على ملامح «محمد» حين تحدث عن إصابته: «أنا شغلى دايماً فى الشارع، وبسبب تداعيات كورونا وقفل الجوامع، كنت باصلى فى الشارع، عندى سكر ولما الشمس ضربت فى رجلى، اتصابت وماكانش ليها حل غير البتر، عملت عملية السنة اللى فاتت، والرجل التانية برضه باظت وبتروها من 20 يوم، ارتحت كام يوم بعد العملية، ونزلت الشغل، جيبت البضاعة دى ونزلت بيها علشان أشوف أكل عيشى».
رغم إصابة «محمد»، عاد لمزاولة مهنته فى بيع الجوارب أمام محطة المترو: «ماينفعش أقعد من غير شغل، مافيش مبرر، أنا مش معاق علشان أقعد، المعوق معوق فى دماغه، لا إيده ولا رجله، وأنا مسئول عن ولادى لحد ما أموت».
يحكى «محمد» عن يومه قبل وبعد الإصابة: «التجارة بالنسبة لى كانت روتين يومى، وربنا كان بيراضينى وباكسب منها كويس، هى مهنتى من 13 سنة، يعنى ابن سوق، يعنى شاطر فيها، وباكفى مصاريف بيتى، وباصرف على تعليم ولادى ودروسهم الخصوصية، وبعد ما اتصبت مابقيتش أروح وآجى وأحقق نسبة البيع المعتادة، دلوقتى بابيع وأنا قاعد مكانى، وبآخد معاش أبويا وأمى، وبيساعد فى المصاريف».