| فضل قراءة سورة يوسف وفوائدها.. «إزالة الهم والحزن»

قراءة القرآن لها فضل عظيم وفائدة كبيرة، فهو الكتاب الذي جعله الله نورا للمؤمن يهتدي به إلى طريق الرشد والصلاح، وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقراء القرآن وتعاهده، فقال صلى الله عليه وسلم: «اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ»، ما جعل البعض يبحث بالتحديد عن فضل قراءة سورة يوسف.

فضل قراءة سورة يوسف

ولم يرد في السنة شيء عن فضل قراءة سورة يوسف عن سائر سور القرآن، ولكن هناك اجتهادات من العلماء تبين فضلها في إزالة الهم والحزن، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُكثر من قراءة سورة يوسف في صلاة الفجر، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يقرأ سورة يوسف بكثرة حتى حفظها منه الفرافضة بن عمير الحنفي، وكانت سبب حرص عثمان بن عفان رضي الله عنه بقراءة سورة يوسف، تبشير النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة على بلوى تصيبه، فكانت سورة يوسف بمثابة تسلية عن قلبه رضي الله عنه.

سبب نزول سور يوسف

ونزلت سورة يوسف لمواساة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وفاة عمه أبي طالب وزوجته خديجة رضي الله عنها، وكان نزولها في العام العاشر من البعثة وهو العام الذي سمي بعام الحزن بسبب وفاة عمه أبي طالب، وزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، حيث حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما حزنًا شديدًا.

التعريف بسورة يوسف

 و«يوسف» من السور المكية، ويبلغ عدد آياتها 111 آية، وتأخذ المرتبة الـ12 في ترتيب سور القرآن في المصحف، ويعد ترتيبها في النزول الـ53 إذ نزلت بعد سورة هود، وسميت بهذا الاسم؛ لأنها تحكي قصة يوسف عليه السلام مع إخوته، وامرأة العزيز، ودخوله السجن وتمكينه في الأرض، ولم يرد ذكر لقصة سيدنا يوسف عليه السلام إلا في هذه السورة، ولكن ورد ذكر اسمه عليه السلام مرتين في غيرها من سور القرآن؛ وهما سورتي الأنعام وغافر.

فضل قراءة سورة يوسف والدروس المستفادة منها

هناك الكثير من الدروس المستفادة من سورة يوسف ينبغي الوقوف عليها ومن أهمها:

– أمر الله غالب مهما كاد لك الناس ومهما حاولوا الوقف في طريق حياتك، وتحقيق أهدافك، فإخوة يوسف لم يريدوا أن يكون له عليهم سلطان، أو شيء يميزه عنهم عند أبيهم، وبالرغم من ذلك كانت فعلتهم سببا في تمكين يوسف عليه السلام في الأرض وبلوغة حكم مصر، «ۚ وَاللَّـهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلـكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ».

–  أهمية الاقتداء بالنبي يوسف عليه السلام، في جلده وصبره على بلاء إخوته، ثم محنته مع امرأة العزيز التي راودته عن نفسه، وعفته عن الوقوع في الحرام بالرغم من سهولة نيله.

–  الإشارة إلى جواز استخدام الحيل المشروعة في الوصول إلى الغاية، فقد استخدم يوسف عليه السلام الحيلة الحسنة لكي يتحفظ على أخيه، في أرض مصر.

– بيان عظيم أجر من يعفو ويصفح، فقد عفا يوسف عليه السلام عن إخوته بالرغم من ظلمهم إياه، ورد ما فعلوه تجاهه إلى كيد الشيطان وغوايته، «وَقَد أَحسَنَ بي إِذ أَخرَجَني مِنَ السِّجنِ وَجاءَ بِكُم مِنَ البَدوِ مِن بَعدِ أَن نَزَغَ الشَّيطانُ بَيني وَبَينَ إِخوَتي إِنَّ رَبّي لَطيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ».