قد يعتقد البعض أن الحرمان من رحمة الله ودخول جنته يتوقف فقط على ارتكاب المعاصي والكبائر، مثل القتل والزنى والسرقة، ما يجعلهم يستهينون ببعض الأفعال الأخرى ولا يضعون حسابًا لكل كلمة تخرج من أفواههم، وبالتالي يجلبون الضرر والعقاب على أنفسهم؛ إذ أن هناك فعلا قد يرتكبه البعض دون اهتمام يحرمهم من ستر الله ورحمته وهو المجاهرة بارتكاب الفحائش والأعمال السيئة، بحسب تأكيد الدكتور علي جمعة.
فعل يحرمك من عفو الله ورحمته
وأوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن المجاهرة بالأعمال السيئة يعتبر ذنبًا كبيرًا يحرم العبد من ستر ربه عليه، قائلًا: «ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، أن هناك فعلا يحرم الشخص من عفو الله سبحانه وتعالى وهو المجاهرة بارتكاب الأعمال السيئة، فاحذر من فعل يحرمك من عفو الله».
وأضاف «جمعة»: «ورد عن عن النبي صلى الله عليه أنه قال: كلُّ أُمَّتي مُعافًى إلا المجاهرين، وإنَّ من الجِهارِ أن يعملَ الرجلُ بالليلِ عملًا ثم يُصبِحُ وقد ستره اللهُ تعالى فيقولُ: عملتُ البارحةَ كذا وكذا، وقد بات يسترُه ربُّه، ويُصبِحُ يكشفُ سِترَ اللهِ عنه».
خطورة المجاهرة بالمعصية
وبحسب توضيح «جمعة»، فإن المجاهرة بالمعصية تعتبر مصيبة كبرى، لافتًا إلى أن الإنسان بعد ارتكابه الذنوب يعتمد أن الله يغفر له خطاياه، ما يجعله يستهين ويجاهر بها، وأن البعض يُطلق على هذا الفعل مصطلح «شفافية»، إلا أنه في الحقيقية ليس إلا إثم عظيم: «إياك أن تكون مجاهرًا بالمعاصي، فهذا الجهر ليس شفافية كما يسمه بعض الناس فهذا إثم عظيم، وكأنك تستهين بالذنب وتشيع الفاحشة في الذين آمنوا وتفسد المجتمع سواء أردت ذلك أم لم ترد أو قصدت أم لم تقصد».
وبدلًا من المجاهرة بالمعصية، يجب على العبد بعد ارتكابه الذنوب والآثام أن يكون نادمًا عليها ويطلب العفو والمغفرة من الله، وأن يستحي من ذنوبه ولا يذكرها أمام الآخرين حتى لا يجعلها أمرًا مباحًا لأحد منهم.