اجتهدت وثابرت طيلة سنوات دراستها، كانت تحلم بالوقوف على منصة التخرج وتتطلع لهذا اليوم بفارغ الصبر، محاطة بزميلاتها وأساتذتها، وتلقي التهاني من والدها الذي كان دائمًا يدعمها ويشجعها على تحقيق أحلامها ولكن القدر شاء أن يكون هذا اليوم مختلفًا لطالبة كلية الآداب والفنون في جامعة حائل أريام عبدالله المهيلب، التي فقدت والدها في لحظة كانت تتمنى أن يكون حاضرًا بجانبها، إذ وقفت لتشارك فرحتها بتخرجها خلال حفلة ختام الأنشطة الطلابية. كانت هذه اللحظة مميزة؛ لأنها لم تستطع حضور حفل التخرج الرسمي لهذا العام بسبب وفاة والدها رحمه الله في يوم التخرج.
جامعة حائل، التي تعرف جيدًا قيمة الجهد والتضحية، قررت أن تمنح أريام اللحظة التي تستحقها خلال حفل ختام الأنشطة الطلابية، تم دعوة أريام للصعود إلى المنصة، حيث استقبلت بتصفيق حار من رئيس جامعة حائل الدكتور راشد الشريف، كانت الأجواء مليئة بالمشاعر الجياشة، حيث امتزجت دموع الفرح بالحزن.
وقفت أريام بفخر واعتزاز، تحمل شهادة تخرجها بيدها، وتحدثت عن والدها الذي كان دائماً يزرع فيها الأمل والإصرار على التفوق، لتجسد بذلك مثالاً حياً على القوة والشجاعة، وأثبتت أن النجاح يمكن أن يكون أكثر إشراقاً عندما نتجاوزه رغم الألم.