في كل صباح يفتح عينيه، يجوب غرف منزله تباعا، باحثا عن حضن فقده، ونظرة تشوق لها منذ زمن، ينفض الرجل الخمسيني غبار الذكريات عن قلبه، ويذهب إلى عمله وفي قلبه ألم ورجاء لعل الغائب يعود، وتأتي به نسائم الصباح.
«هشام» طفل غاب عن والده منذ 15 عاما، إلا أنه لم يفقد الأمل في عودته، «الذي رد سيدنا يوسف لأبيه قادر على أن يرد إلىّ هشام الآن»، بهذه الكلمات المحتسبة، تحدث عاطف عجمي مطري إلى «»، وبدموع تخنق صوته وألم يعتصر فؤاده حكى قصة الفقد والأمل قصة غياب روحه عن أضلعه.
بدا «عاطف» متماسكا ومستجمعا صبر كل المكلومين، ثم تذكر واقعة فقد ابنه، قائلا: «في مساء ليلة الأول من أغسطس عام 2007، ذهب هشام ذو السنوات السبع وقتها، إلى فرح مجاور لنا، بمركز سمسطا، محافظة بني سويف، وبينما يشارك أقرانه، اللعب واللهو، طلب منه أحد الحاضرين أن يشتري له علبة سجائر، وشاهده أحد أصدقائه، فهدده أنه سيبلغ أمه أنه يدخن سجائر».
اختفى هشام منذ ذلك الوقت ولم يُعرَف له مكان إلى الآن، «في البداية توقعنا ذهابه إلى عمه في قرية مجاورة لنا، ولكن ذلك لم يحدث، طرقنا كل الأبواب التي نشتم فيها، أمل العثور على هشام، ولكن الله لم يقدر لنا الوصول إليه، ثم حررنا محضر رقم 2117، وبذلت الشرطة ما في وسعها لتعيده إلينا، لكن لم نصل إليه».
لم يفقد الأب المكلوم الأمل ويضع ثقته في الله «يعلم الله ما نكابده أنا وأمه، من فقده، لكن من يتوكل على الله فهو حسبه، ونرجو أن يساعدنا كل من يمكنه مساعدتنا، ولو حتى بالدعاء لأمه، وأتمنى أن يقر أعيننا بعودة هشام الذي أصبح عمره الآن 23 عاما»، حسبما أوضح الأب لـ«».