كان يتحسس خطواته في مهنة الصيانة، إذ بدأ حياته هاويًا، كل شيء تالف يطور منه، يأخذ قطعة الخردة ليحولها عن وضعها ويبث الروح فيها، وهو ما بدأ يطوره، بعد دراسته للدبلوم الفني قسم كهرباء، وعن طريق الممارسة، أصبح متمكنًا من أدواته، فاحترف المهنة وذاع صيته بمحافظة الدقهلية، ولُقب بـ« العبقري» لإتقانه فن صيانة الأجهزة وتحوليها لشيء مُستدام يتم استخدامه، فضلا عن احترافه فن تصليح «التكاتك».
صيانة وتحويل الأشياء بالاستدامة
منذ تخرجه في عام 2001، تحول من عمل لآخر، حتى كان دخوله المعهد بمثابة توجيهًا لطموحه، بافتتاح محل في المكان الذي يقطن فيه بمركز منية النصر بالمحافظة.
بدأ فكري سلامة، البالغ من العمر 43 عامًا حلمه، ولم يقف عند هذا الحد، بل كان يحلم بامتلاك مركزًا خاصًا، لصيانة الأجهزة، والاستمرار في عمله «ميكانيكي توك توك»: «أول ما اتخرجت اشتغلت في مكن حصاد القمح لصناعة الأرز، واشتغلت مع خالي سواق، وخدت تكليفات الصيانة، وبدأت أطور من شغلي بافتتاح الورشة».
تحويل الأجهزة التالفة
تطور حتى بات أشهر محولي الأشياء التالفة، ومن تصليح «تكاتك»، إلى تصنيع مختلف الأجهزة، كما يشمل المحل جميع قطع الغيار، وزادت شهرت «فكري» في المناطق المجاورة: «أول ما بدأت كنت بصلح كل حاجة، لحد ما دخلت المعهد اتخصصت في الكهربا، وبقى عندي معرفة بكل الأجهزة وإزاي ممكن استخدم الحاجة وأصلحها بسهولة، وبدأ شغلي يكبر، وبدأت أشغل ناس كتير وأعلمهم».
«فكري»: كل جهاز له حل
تزوج «فكري» بالمحافظة وأنجب ولدين وبنت، واجتهد لاستكمال حلمه: «خليت شغلي الرئيسي ميكانيكي توك توك، وفكرت إن ممكن استغل دراستي في تصنيع وتحويل كل الحاجات إللي ملهاش استخدام تاني، وعملت عجل المصايف ومشاية رياضية بدون كهرباء وحامل أنبوب وكله بأدوات بسيطة، وحتى صيانة التوك توك بحوله بسهولة، وأصنع الكوريك من الخردة بشكل بسيط».
طور من ذاته عن طريق إنشائه لصفحة على مواقع التواصل الاجتماعي: «بدأت أنشر شغلي على الصفحة الخاصة بيا على الفيس بوك وتمكنت من أدواتي، وكان أشهر حاجة عملتها بعنوان «لو عندك مشاية رياضية وباظت منك مترميهاش اعملها مشاية بدون كهربا»، ودة كان بقطعة من المشاية غير كاملة عبارة عن خردة شوفتها، وبدون موتور صنعت لها جزء خلفي وذراعين حديدين، وصممت لها هيكل مختلف، وكان كل الناس مبهورين بيها».
لم يكتف فقط بتصليح كل الأشياء التالفة أو صيانة الـ«تكاتك»، بل أردف إلى عمل الخير متناسبًا مع عمله، إذ يقوم بعمل تعديلات بداخلها، حتى تكون متناسبة مع الاحتياجات المختلفة لسائقيها، وعلى إثر هذا حول لرجل من ذوي الاحتياجات الخاصة «التوكتوك» الخاص به، ليكون متناسبًا معه، عن طريق تكبير ذراعيه حتى يسوقه بسهولة.
حلم فكري
يحلم «فكري» بأن يكون لديه مركزًا خاصًا وبه جميع قطع الغيار التي تساعده على تحويل كل الأشياء التالفة لأشياء مُعاد استخدامها، بالإضافة لتصليح جميع التكاتك حتى لو كانت هيكلًا: «حلم بالنسبة ليا افتتاح مركز خاص، عشان أظهر فيها إمكانياتي الحرفية والمهنية، ونفسي أبقى أشهر حد في مصر والعالم، وأربي أولادي في خير ويطلعوا عندهم كل إللي بيتمنوه».