كانت آخر مكالمة جمعته بأبنائه وزوجته في الصباح، عندما اطمأن عليهم لبضع دقائق ثم انقطع الاتصال، ومنذ وقتها لا يعرف أحمد صالح، المواطن الفلسطيني، أي شيء عن أسرته التي تركها في خانيونس بقطاع غزة، وجاء إلى القاهرة قبل شهر ونصف لعلاج والدته من ورم في الرأس.
يعيش أحمد، في رعب مستمر، فهو لا يعرف مصير أطفاله وأسرته، وماذا فعل بهم جيش الاحتلال الذي يرتكب المجازر والجرائم في حق المدنيين منذ 7 أكتوبر: «الاتصال بهم كان متقطع ويدوب اطمنت إنهم عايشين لكن قاعدين في رعب وموت هناك وأنا هنا أتوجع من القلق عليهم».
يحكي أن لديه أربعة أبناء وهم: صالح 14 عامًا، وكنان 12 عام، وأدهم 7 سنوات، وأنوار عامين ونصف: «أمي هتموت عليهم وبحاول أخليها تتجنب الأخبار خوفًا عليها»، مشيرًا إلى أن عائلته جميعها في غزة زوجته وأولاده وأهله وأقاربه وأصدقائه وزملائه: «حياتي كلها هناك وانقطع الاتصال بالكامل ولم يعد هناك أي وسيلة للاطمئنان عليهم».
يقول: «قطعوا الإنترنت والاتصال والمياه والكهرباء والغذاء والدواء والوقود، لا يوجد أي وسيلة للحياة الآن في القطاع»، مؤكدًا أن الاحتلال يرتكب مجزرة وإبادة جماعية بحق أحياء كامل بالقطاع، كذلك القطاع الآن وفي هذه اللحظات يمر بقصف عنيف لم يشهد له التاريخ على مدار كل الأعوام التي احُتلت فيها فلسطين بالكامل برا وبحرا وجوا، الاحتلال يوسع من ضرباته بهجمة شرسة بأبشع الطرق، لم تشهد لها الإنسانية بالكامل.
واختتم: «نناشد العالم بالكامل أن يقف مع غزة التي تُباد الآن، أكثر من مليونين وربع يتم إبادتهم الآن، ولا يوجد أي وسيلة لديهم للحياة، وهناك تهديد بالقضف لأكبر المستشفيات، ماذا ينتظر العالم؟».