على جدران عقار قديم استقرت اللوحة الزرقاء مدون عليها اسم الحارة «عطفة السكر والليمون»، يطالعها الزائرون الجدد بفضول لا يخلو من ابتسامة، فالحارة الصغيرة التي تقع بمنطقة الملك الصالح بمصر القديمة لا يبدو عليها أي آثار للسكر أو لليمون، فقط بضعة منازل قديمة متهالكة، بعضها تم هدمه بالفعل، والبعض الآخر ينتظر الهدم ضمن مخطط تطوير المنطقة الواقعة خلف سور مجرى العيون الأثري. وحدهم السكان اعتادوا على اسم الحارة، كما اعتادوا على سخرية الآخرين منها.
إسلام رجب، 23 سنة، واحد من سكان الحارة، يقول إنه عادة ما يواجه بسخرية من زملائه في كلية التجارة جامعة القاهرة حيث تلقى تعليمه، وأغرب ما حدث معه حين حاول ترجمة السيرة الذاتية المدون فيها عنوانه على ترجمة جوجل، ففوجئ بالموقع الالكتروني الشهير يترجم اسم الحارة إلى «شوجر آند ليمون».
إسلام نفسه لا يخفي سخريته من أسماء حارات أخرى مجاورة لا تقل غرابة عن حارته: «فيه حارة جنبنا اسمها حارة الغجر، وشارع تاني اسمه المطحن رغم إن مفيهوش مطاحن».
كثرة تردد السائحين على الحارة
أما حمادة النجار 47 سنة، وصاحب محل نجارة، فيرجع سبب تسمية الحارة بهذا الاسم إلى كثرة تردد السائحين عليها بكثرة قديما، باعتبارها قريبة من نهر النيل، واعتياد أهالي المنطقة تقديم شراب الليمونادة المكون من السكر والليمون إليهم، تكثر السخرية أمام «حمادة»، فور ذكره اسم الحارة: «أول ما حد يسمع اسم السكر والليمون يقول لي ما تقول حلاوة أحسن»، غير أنه يعتز بانتمائه إليها، متذكراً أشهر سكانها: «الفنان عدلي كاسب كان من زقاق جزرة، وكان دايما بيقعد على قهوة مشهورة هنا».
محسن صابر، 50 سنة وصاحب محل خردوات بالحارة، لا يتذكر أنه تعرض لسخرية من اسم حارته: «كان ممكن زمان الناس تتريق، لكن دلوقت اسم الحارة اتعرف خلاص»، يدلل «محسن» على كلامه بفيلم «الدنيا لما تضحك»، والذي لعب بطولته إسماعيل ياسين قديما، وكان يسكن ضمن أحداثه في حارة تحمل اسم «السكر والليمون».
سبب تسمية الحارة بهذا الاسم
يروي «محسن»، ما سبق أن سمعه من سكان الحارة القدامى، سبب تسمية الحارة بهذا الاسم: «بيقولوا زمان كان فيه شجر كتير هنا، ومكان الناس تستريح فيه، وكان الأغنيا في المنطقة جايبين أزيار ماليينها سكر وليمون يفرقوا منها على الغلابة، فعشان كده سموها السكر والليمون».