مثل أي طفل في سنه بدأت علاقة «هاني» مع الورق، حين كان يستخدم مهاراته في طي الورق ليصنع مركبا من الورق يلعب به بمياه الأمطار المتراكمة في الشوارع خلال فصل الشتاء، قبل أن يكبر ويعرف أن صناعته لهذا المركب الورقي، تندرج تحت قائمة فن «الأوريجامي»، وأنه أحد موهوبي هذا الفن، ليبدأ رحلة طويلة معه، استطاع خلالها أن يطور موهبته به وينتج الكثير من التحف الفنية المصنوعة من الورق فقط، متمنيا أن يأتي يوما وتصبح موهبته تلك مصدر رزقه.
هاني محمد عبدالمنعم، يبلغ من العمر 21 عاما، وطالب بكلية التجارة جامعة عين شمس، ويعيش بمنطقة باب الشعرية، ويمتلك موهبة فريدة تمكنه من استخدام الورق في صناعة مجسمات ورقية دقيقة، قبل أن يطور من ذلك أيضا ويتعلم الرسم ويصنع مجسمات ثلاثية الأبعاد، حسبما يكشف طالب كلية التجارة.
طوَّر «هاني» موهبته بفن «الأوريجامي» من خلال التعليم الذاتي
ويقول «هاني»، في حديثه مع «»: «الموضوع بدأ معايا، من ابتدائي كنت بحب أعمال السفينة الورق اللي معظم جيلي عارفها، بس أنا حبيت الموضوع أوي وبدأت أبحث اتعلمه أزاي من وأنا في إعدادي».
وحتى يعلم طالب التجارة نفسه ويطور أكثر من موهبته لجأ إلى فيديوهات تعليم هذا الفن ومهاراته على «يوتيوب»، وظل على هذا المنوال حتى وصل إلى المرحلة الثانوية، لكن حينها حاول أن يتعلم مهارات أكثر ليصل بقدراته إلى مستوى أعلى، وفقا لما يرويه الشاب العشريني.
أدخل «هاني» الرسم على «الأوريغامي» فصنع مجسمات ثلاثية الأبعاد
«الأوريجامي» هو فن طي الورق لصناعة مجسمات ورقية، وحينما اتقنه طالب جامعة عين شمس، بدأ يسأل نفسه دوما لماذا لا يطور من المجسمات التي يصنعها ويحولها إلى مجسمات ثلاثية الأبعاد: «الأوريجامي بيعلمني أزاي أعمل حاجة معينة باستخدام الورق، يعني عشان أعمل عصفورة لازم أطبق الورق بطريقة معينة، ولو عايز أعمل تنين لازم طريقة معينة تانية في تطبيق الورق، وده خلاني أفكر ليه معمليشي نماذج ثلاثية الأبعاد».
وهو ما أقدم عليه «هاني» بالفعل، وظل يحاول صناعة تلك المجسمات بعد ذلك، حتى تعلم الرسم وأصبح يرسم أولا على الورق ثم يقوم بعد ذلك بطيه بطريقة ما حتى يصل إلى الشكل الذي يريده.
يأمل «هاني» أن يكون هذا الفن مصدر رزق له في المستقبل
وحتى يصنع طالب كلية التجارة مجسم ثلاثي الأبعاد من الورق، يكلفه الأمر حوالي من 200 إلى 300 جنيه، ولهذا يحاول أن يتخذ من هذا الفن مصدر لرزقه من خلال بيعه لمجسماته تلك.
ويختتم طالب جامعة عين شمس في نهاية حديثه مع «»: «أي حد بيعمل حاجة بيحبها، بيبقى نفسه، أنها تكون مصدر لرزقه حتى لو مصدر ثانوي مش أساسي، وده اللي بحاول أسعى له، إني أبيع حاجات شبه ده كديكورات تضع في المنازل والشركات والكافيهات وأماكن أخرى».