مع حلول شهر رمضان الكريم، تتحول واجهات المحلات وأحيانا «الفرش» التى يمتلكها الباعة الجائلين إلى معرض مفتوح لتقديم أحدث أشكال فوانيس رمضان والزينة المتنوعة التي تخطف أنظار الصغار وتدخل السرور فى قلوب الكبار.
ومع ذلك كان ارتفاع أسعار الفوانيس بالنسبة لكثير من المواطنين شيئًا محبطًا، رغم أن هناك قرار رقم 232 لسنة 2015، بمنع استيراد المنتجات ذات الطابع الشعبي، ويتضمن القرار منع استيراد فوانيس رمضان من الخارج إلى جانب انخفاض جودة صناعتها.
«محمد»: الأسعار ارتفعت رغم أن الأحجام صغيرة
يحكي محمد عبد الحميد 64 عامًا، على المعاش، من سكان منطقة شبرا، إنه حاول شراء «فانوس» لحفيده الذي يبلغ من العمر 5 سنوات، ولكنه خلال تجوله في الأسواق كان يجد أن سعر أي فانوس لا يقل عن 75 جنيهًا وحجمه صغير وجودته ليست مثالية، مما جعله يشعر بالإحباط.
وأوضح «عبدالحميد»، أن الأسعار ارتفعت، وأصحاب المحلات يرفعون أسعار الفوانيس على أهوائهم: «مثلا أجد أقل سعر للفانوس 45 جنيهًا رغم أن حجمه صغير جدا لا يمكن الاستمتاع باللعب به من قبل أي طفل، مما جعلني أقرر في النهاية التوجه إلى بوابة المتولي، وهناك وجدت نفس الأسعار لكن أحجام الفوانيس كانت أكبر وهو ما أعتبره أفضل بالنسبة لحفيدي الصغير».
«منى»: شراء فوانيس لأبنائي يحتاج ميزانية كبيرة
واعتبرت منى مصطفى، 39 عامًا، مُعلمة، أن أسعار الفوانيس هذا العام لا تعد في مستوى المواطن الذي ينتمي للطبقة المتوسطة، فهي لديها ثلاثة أبناء في مراحل تعليمية مختلفة تبدأ من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، وشراء 3 فوانيس لهم بالأسعار الموجودة في السوق يحتاج مبلغ كبير قد يؤثر على ميزانية المنزل خصوصًا مع الحاجة لشراء ياميش رمضان.
مضيفًة: «الفوانيس المناسبة للأطفال والتى عليها رسومات وأشكال جذابة لهم مثل الشخصيات الكارتونية المحببة لديهم مثل بكار وبوجي وطمطم وتوم وجيري وسبايدر مان أو سوبرمان، تبدأ أسعارها من 95 جنيهًا لتصل إلى 120 جنيهًا، وهو ما يجعل حسبة شراء 3 فوانيس لأولادي تصل إلى 350 جنيهًا، واضطررت إلى الشراء رغم ذلك لأنني أرغب في إدخال البهجة في قلوبهم».
من جانبه أكد محمود سالم، عامل فى محل لبيع الفوانيس وزينة رمضان فى منطقة الدقي، أن أسعار الفوانيس زادت بالفعل هذا العام، بنسبة لا تقل عن 30% وتصل في بعض المحلات الكبيرة إلى 50%، وأرجع محمود ارتفاع الأسعار إلى زيادة سعر الخامات، فالفوانيس المنتشرة بنسبة كبيرة مصنوعة من الخشب مقارنة بالفوانيس المصنوعة من الحديد أو القصدير والذي يدخل فيها الزجاج الملون، مما جعل صناع الفوانيس والتجار الكبار يقومون برفع أسعارها لتساعدهم فى الحصول على أرباح من الموسم الرمضاني.
وأضاف: «مع بداية العام كثير من الخامات ارتفع سعرها مثل الورق والخشب والزجاج والحديد، كل ذلك كان له تأثير على صناعة الفوانيس، وزادت الأسعار بهذا الشكل فالفانوس الذي كان سعره العام الماضي 35 جنيهًا هذا العام سعره 50 جنيهًا وأحيانًا 55 جنيهًا، وتتناسب الزيادة طرديَا كلما زاد حجم الفانوس، وفي النهاية الأمر عرض وطلب»