يصادف يوم 11 من نوفمبر في كل عام الاحتفال باليوم العالمي للعزاب، والذي بدأ الاحتفال به في الصين، بسبب وجود كثير من الشباب غير القادرين على الزواج؛ لأسباب مادية أو غير مادية، أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم معاشر الشباب وصية يستطيعوا من خلالها تحصين أنفسهم من الوقوع في الفتن والشهوات.
ولذا سنقدم لكم خلال هذا التقرير وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم للشباب العازب، والهدف منها.
وصية النبي للشباب العازب
قال الشيخ حمدي نصر، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى الشباب غير القادرين على الزواج بالصوم، كما جاء في الحديث عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قال لنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، موضحًا أن تخصيص الشباب بالخطاب دون غيرهم كما قال ابن حجر: خص الشباب بالخطاب لأن الغالب وجود قوة الداعي فيهم إلى النكاح بخلاف الشيوخ وإن كان المعنى معتبرًا لأن السبب موجود في الكهول والشيوخ أيضًا.
سبب تخصيص الصوم من ضمن العبادات
وأضاف «حمدي» في حديثه لـ«» أن مناسبة الصيام لكبح جماح الشهوة الجنسية لدى الشباب هي: أن الطعام هو الوقود الأساسي للجسم وبه تتحرك حركة الأعضاء المختلفة وجميع الوظائف الحيوية للإنسان، ومن هنا جاء ذكر الحافظين فروجهم والحافظات بعد ذكر الصائمين والصائمات في قوله تعالى: «إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ والحافظات» آية رقم 35 من سورة الأحزاب.
وأشار إلى أن ابن كثير قال في تفسيره لهذه الآية الكريمة: ولما كان الصوم من أكبر العون على كسر الشهوة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج» ناسب أن يذكر بعده «والحافظين فروجهم والحافظات» أي عن المحارم والمآثم إلا عن المباح.
وأوضح: إذا كان الشباب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم محتاجين إلى النصيحة منه بضرورة التعجيل بالزواج عند القدرة عليه أو الصيام بديلًا عنه إلى حين القدرة عليه فشباب اليوم لا شك بأنهم أكثر حاجة إلى هذه النصيحة مع كثرة المغريات وانتشار المثيرات للشهوات وضعف الوازع الديني عندهم، وحتى يتيسر هذا الطريق وهو الزواج أمر سبحانه بالعفة، والسعي في الاستعفاف، فقال تعالى: «وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ» سورة النور:33، والأمر بالاستعفاف متوجه لكل من تعذر عليه النكاح بأي وجه.