| «في حب ماهر».. هدى تخلد ذكرى زوجها في معرض الكتاب: كان أعظم حبيب

لم يعلم الصغيران «هدى وماهر» أن ذكريات الطفولة التي جمعتهما معًا منذ الرابعة من عمرهما ستتحول بمرور الزمن إلى ذكريات تحتفظ بها خزانة حبيبين وزوجين، ذلك الحب العذري الذي يشبه حروف مكتوبة في قصة كلاسيكية بالغة العذوبة، صنعا منه بيتا مليئا بالدفء لأطفالهما الثلاثة، وامتلأت في وصفه صفحات كتاب بات مُلهمًا لحديثي الزواج من الأقارب والغرباء على حد سواء، حتى أن الموت لم يستطع أن ينتقص من مشاعر الزوجة شيئًا، لا تزال تذكره في كل جلسة عائلية تصفه بدموع فائضة كما لو كان رحل عنها بالأمس.

«هدى وزوجها ماهر» علاقة بدأت في الرابعة من العمر

منذ سن الطفولة ولظروف عمل العائلة بالخارج كانت بداية تعارف «هدى زايد» بزوجها الراحل قبل عامين «ماهر»، ظلا يشاركان بعضهما لعب الطفولة حتى نمت مشاعر الإعجاب داخلهما في مرحلة التعليم الجامعي وصرحا لبعضهما بذلك، «نعرف بعض وأنا عمري 4 سنين لأن والدي ووالده كانوا شغالين برا مصر، وفي مرحلة الدراسة الجامعية اكتشفنا مشاعر إعجاب متبادلة بينا»، كان يكبرها بـ8 سنوات فاتفقا على تأجيل أي خطوة زواج إلا حين التأكيد من مشاعرهمها «قرينا فاتحة بس في البداية»، بحسب وصف الزوجة هدى.

الوفاة حرمت هدى من حبيب عمرها فقررت مناجاته عبر فيس بوك

تزوجا وأنجبا ثلاثة أبناء؛ أكبرهم في مرحلة التعليم الجامعي الآن، كبرا وشابا معًا ونمت معهما مشاعر حبهما، مرت الأيام وكبر الاثنان على حب يحمل كل المعاني والإحساس، كان لها نعم الزوج والحبيب والصديق المخلص الوفي، حتى اختاره الموت قبل عامين، «عشت معاه أسعد سنوات حياتي، كان مخلص ومحب وطيب» وبدأت تشاركه لحظاتها كل يوم عبر منشورات تدونها بعين باكية عبر حسابها الشخصي على موقع فيس بوك، «من تاني يوم وفاته بدأت أكتب عنه وعن مواقفي معاه وأطلب من الناس تدعيله»، بحسب وصف الزوجة.

لاقت منشورات «هدى» لرثاء حبيب عمرها الراحل عبر فيس بوك، تفاعلا كبيرا من الأصدقاء والأهل، كانت تجد في ذلك طريقة مثلى للتنفيس عن مشاعر الحزن، «ااتفاجئت بتواصل إحدى دور النشر معايا بتقترح عليا أجمع المواقف دي في كتاب حتى بدأ يجيلي ردود أفعال من بعض الناس الغريبة عن تأثرهم بكلامي عن ماهر»، فدفعها حبها إلى توثيق قصة حبها لزوجها الراحل في كتاب أسمته «في حب ماهر».

كتاب «في حب ماهر» يوثق علاقة هدى بزوجها الراحل

قبل أشهر قليلة اجتمعت الأم وأبناءها والأسرة والأصدقاء في حفل توقيع الكتاب، الذي كان أشبه بمظاهرة حب لزوجها الراحل، «يوم حفل التوقيع كان فيه بكاء ومشاعر حزن على ماهر رغم مرور عامين على وفاته وكأن الوفاة لسه دلوقتي»، بحسب وصفها.

لم تهدف الزوجة «هدى» من كتابها الربح المادي، بل شاءت أن يعلم أهل الأرض جميعا بحبها لزوجها الراحل وصفاته النبيلة، إلا أن المكتبات بدأت بعرضه وأقبل عليه الكثيرون لشرائه حتى انتهت أعداد الطبعة الأولى والثانية أيضا، وقررت أن تشارك بالطبعة الثالثة منه في معرض القاهرة الدولي للكتاب لعام 2021، «مش هدفي الربح من الكتاب لكن هدفي يوصل لكل بيت ولما حقق رواج قررت أشارك بيه في معرض الكتاب».