تحل اليوم الذكرى الـ37 على وقوع أسوأ كارثة نووية عرفها العالم حتى الآن، ففي صباح يوم الـ26 من أبريل عام 1986 انفجرت محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في أوكرانيا «التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي سابقًا»، تاركًا وراءه مدينة منكوبة برائحة الموت وضحايا راحوا نتيجة الحادثة، وآخرون استمرت معاناتهم الإنسانية لسنوات إثر تسرب الإشعاع النووي عقب الواقعة، وفيما يلي سنتعرض حقائق عن واحدة من أكبر المآسي الإنسانية التي عرفتها البشرية.
موقع تشيرنوبل
تكمن محطة تشيرنوبل للطاقة النووية على بعد 130 كيلو مترا، شمال العاصمة الأوكرانية كييف، وتبعد فقط 20 كيلو مترا عن جنوب الحدود البيلاروسية، ويتكون تشيرنوبل من أربعة مفاعلات نووية بنيت خلال السبعينيات والثمانينيات، وكانت مدينة بريبيات التي تأسست عام 1970 هي الأقرب للمحطة على بعد 3 كيلو مترات فقط، وسكنها وقت الواقعة 50000 شخص.
وقوع الكارثة
ومثله كأي يوم عمل في المفاعل وفي حين إجراء تجربة إيقاف النظام لمدة 20 ثانية فقط لاختبار أثر انقطاع الكهرباء على المعدات الكهربائية وهو اختبار طبيعي، حدث خطأ في التشغيل بعد ذلك، في إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم، ما أدى إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم لدرجة الاشتعال في المفاعل الرابع، وبعد 7 ثوانٍ فقط ارتفعت موجات الانفجار الكيميائي الضخم، وتسربت الكثير من الأشعة النووية الخطرة إلى الغلاف الجوي.
الاعتراف بالكارثة
وحاولت السلطات السوفيتية أن ذاك السيطرة على الكارثة، حتى إنها لم تعلن عن وقوعها أو إصدار أي تقرير عن الوضع سوى بعد مرور 3 أيام على الكارثة، حتى وصلت سحب الإشعاع النووي إلى الدول المجاورة كالسويد التي كادت أن تصدر تقارير بوقوع كارثة نووية في أراضي الاتحاد السوفيتي ووضع خارطة للتعامل مع مستويات الإشعاع الكبيرة والمتزايدة في اتجاه أوروبا بفعل الرياح، ولكن أعلنت السلطات السوفيتية البدء في عمليات التنظيف ومكافحة الحرائق، وطلبت العون من العالم لمساعدتها.
ضحايا الانفجار وآثاره
لقى 36 شخصًا من عمال المحطة حتفهم على الفور، كما أصيب أكثر من 2000 شخصًا، ولم يقف الأمر عند ذلك فقط بل أدى الانفجار إلى حدوث خلل في إمدادات الطاقة بالجمهورية الأوكرانية وإغلاق المصانع وتعطل المزارع وأدت الخسائر المادية أكثر من ثلاثة مليارات دولار،وعقب الانفجار أعلنت السلطات الأوكرانية أن منطقة تشيرنوبل منطقة منكوبة، وتم إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من المناطق المجاورة للمحطة، كما أدت قوة الانفجار إلى انتشار التلوث على أجزاء كبيرة من الاتحاد السوفيتي أن ذاك ووفقًا لتقارير رسمية فقد تعرض ما يقرب من 8 مليون شخص في بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا للإشعاع، وأكثر من 155 ألف كيلو مترًا كن الأراضي التابعة لتلك الدول أيضًا.
تابوت النجاة
وفي نفس عام وقوع الكارثة عام 1986 بدأ حوالي 600 ألف عامل في بناء هيكل خرساني كبير لمنع التسريب النووي، ولتغطية المفاعل بشكل كامل بجدران خرسانية ضخمة وهو ما أعطاه شكل التابوت والسبب في تسميته بعد ذلك بـ”تابوت النجاة”،ولكن الحاجة إلى سرعة إنشاءه جعل البعض يشكك في إمكانية تحمله ومدى استدامته، وهو ما أدى إلى الشروع في إنشاء ” الحاجز الآمن الجديد” الذي تجاوزت ميزانيته الـ2.5 مليار دولار، وهو مكون من قبة ضخمة مقوسة ضخمة لتحتوى المفاعل بكل أجزاؤه بشكل آمن، وبحسب البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير فإنه من المتوقع أن يستمر 100 عام قادم.