في مثل هذا اليوم، في العاشر من سبتمبر عام 1923، رحل عن عالمنا عبقري الموسيقى ومجددها الشيخ سيد درويش، الذي ترك إرثا فنيا كبيرا لا يزال باقيا حتى الآن، رغم مرور مائة عام على رحيله، حيث أشعلت أغانيه روح ية، وأشعل روح المقاومة لدى الشعب الثائر ضد الاحتلال البريطاني آنذاك.
في حي كوم الدكة الشعبي بمحافظة الإسكندرية، إذ ولد سيد درويش أو «فنان الشعب» كما يُلقب، يسعى الكثير من أهالي المنطقة ذات الطبيعة الشعبية إلى الحفاظ على إرث سيد درويش من خلال جمعية أهالي كوم الدكة الخيرية، وذلك بأشكال مختلفة، منها إحياء الموسيقى والأغنيات الخاصة بالشيخ سيد درويش حتى لا ينساها الأجيال الحديثة، يقول محمد إبراهيم، رئيس جمعية أهالي كوم الدكة للتنمية، في بداية حديثه لـ«».
حفل شعبي كبير
في حفل شعبي كبير يضم عشاق الموسيقى والطرب من أهالي الإسكندرية عامة ومنطقة كوم الدكة خاصة، تستعد الجمعية لإحياء الذكرى المئوية لوفاة الشيخ سيد درويش، من خلال إعادة ترديد أغانيه وموسيقاه التي لحنها، إلى جانب سرد سيرته الذاتية وتفاصيل نشأته وحياته حتى وفاته، «بنحاول نحافظ على ذكراه بحفل موسيقى في يوم ميلاده ويوم وفاته» بحسب قول إبراهيم.
لا تقتصر طرق الحفاظ على هوية سيد درويش في أنشطة الجمعية على ترديد الأغاني والألحان الخاصة بـ«فنان الشعب» وإنما يسعى القائمون عليها أيضا إلى تدشين أنشطة فنية و ورش كتابة قصة و وفعاليات رسم وعزف وغناء في الشارع يتفاعل معها أهالي الإسكندرية، بحسب وصف رئيس جمعية أهالي كوم الدكة للتنمية.
مركز إبداعي باسم سيد درويش
يسعى «إبراهيم» إلى التواصل الدائم مع أسرة الراحل سيد درويش، منها محمد حسن البحر، حفيد الشيخ سيد درويش من زوجته جليلة، للحفاظ على إسم العائلة وقيمتها الفنية، كما يسعى أيضا إلى تأسيس مركز إبداعي يحمل اسم الشيخ سيد درويش لتعليم الموسيقى والفنون.
وأشار رئيس جمعية كوم الدكة، إلى وجود أعمال موسيقية كثيرة للفنان سيد درويش مكتوبة كنوتة موسيقية ولكنها لم تخرج إلى النور حتى يومنا هذا، «نناشد الجميع إن الأعمال المكتوبة دي تخرج للنور عشان الجيل الجديد يتعلم منها»، حسب تعبيره.
على مسرح دار الأوبرا بمحافظة الإسكندرية أو «مسرح سيد درويش» تستعد جمعية أهالي كوم الدكة للتنمية بالإسكندرية إلى إقامة حفل موسيقي كبير الأسبوع المقبل تحيه فرقة تراث سيد درويش تحت قيادة محمد حسن سيد درويش حفيد الفنان الراحل، لإحياء الذكرى المئوية لوفاة فنان الشعب، بحسب قول رئيس الجمعية.
قهوة سيد درويش
في منتصف أحد شوارع حي «كوم الدكة» الشعبي بمحافظة الإسكندرية، يصدح دائما صوت المذياع من مقهى «سيد درويش» -الأشهر هناك- بأغاني الزمن الجميل، يرددها الزبائن الذين تفاوتت أعمارهم، ومنهم من كان جليسًا دائمًا في جلسات المغنى والطرب لابن الفنان الراحل «محمد البحر درويش» الذي لا يزال يروي على الشباب ذكرياته معه معتزًا بذلك، بحسب وصف رئيس جمعية كوم الدكة، الذي أكد أن تلك القهوة كانت لها مكانة خاصة في قلب الفنان سيد درويش.
وتابع إبراهيم رئيس جمعية كوم الدكة في حديثه لـ«» بالإشارة إلى أن ذلك المقهى كان المكان المفضل لسيد درويش يجلس عليها لقربه من منزله ويدندن أغانيه وألحانه التي أشعل بها روح المقاومة ية ضد الإنجليز في فترة الاحتلال، وعليها أيضا كان يهوى تلحين أصوات الباعة الجائلين المنادين على بضاعتهم «كان قريب من كل طبقات الشعب الشقيان وكل الفئات العاملة»، بحسب وصفه.