| في ذكرى رحيل محمد خان.. حكاية تركه للهندسة بسبب عشقه للسينما

7 سنوات مرَّت على رحيل واحد من أفضل مخرجي السينما الواقعية في مصر والذي اشتهرت أفلامه بتجسيد العديد من أحداث الواقع وملامسة حياة الفقراء والتعبير عن الطبقات المهمشة، ما جعلها مميزة ولها قطاع كبير من الجمهور وكذلك يشارك فيها نجوم الصف الأول وشارك بها في مختلف المهرجانات المحلية والدولية وحصد العديد من الجوائز.

المخرج محمد خان من مواليد حي السكاكيني بالقاهرة

ولد محمد خان في حي السكاكيني بالقاهرة عام 1942 لأب باكستاني وأم مصرية، وظهر حبه منذ الصغر للسينما بسبب أنه كان يسكن بجوار دار سينما مكشوفة كان يتابع الأفلام من خلال شرفة منزله وساعده ذلك على التعلق بها إلا أنه لم يكن يطمح للعمل في المجال ولكنه كان يسعى لأن يكون مهندسا معماريا ومن هنا كان الصراع بين الحلم وحب السينما.

السفر إلى بريطانيا لدراسة الهندسة المعمارية

سافر محمد خان إلى بريطانيا لتحقيق حلمه ودراسة الهندسة المعمارية، إلا أنه حدثت نقلة في حياته بسبب تعرفه على شاب سويسري كان يدرس السينما هناك وأصبحا صديقين وظهر حب وميول خان للسينما ودراستها حتى ترك الهندسة والتحق بمعهد السينما في لندن حتى تخرج منه وتعرف على أنواع مختلفة من تيارات السينما في أوروبا وغيرها بسبب إقامته في إنجلترا لمدة 7 سنوات حتى عاد إلى القاهرة عام 1963 ليبدأ حياته الجديدة في عالم السينما.

عقب عودته إلى القاهرة عمل في شركة للإنتاج الفني في قسم القراءة والسيناريو تحت إدارة وإشراف المخرج صلاح أبو سيف وكان معه في هذا القسم مصطفى محرم وأحمد راشد وهاشم النحاس، إلا إنه لم يكمل أكثر من عام واحد في هذا القسم وسافر بعدها إلى لبنان ليبدأ تجربته الجديدة في الإخراج عمل في لبنان كمساعد مخرج مع يوسف معلوف ووديع فارس وشارك في إخراج العديد من الأفلام هناك لمدة عامين ثم سافر مرة أخرى إلى إنجلترا بعد نكسة 1967 والتي أثرت فيه كثيرا وظل هناك حتى عاد إلى القاهرة مرة أخرى عام 1977 ليبدأ تجربته مجددا في السينما ولكن هذه المرة في الإخراج.

وليس القراءة والسيناريو كان أول أفلامه بعد العودة للقاهرة هو فيلم ضربة شمس عام 1978 من بطولة الفنان الراحل نور الشريف والذي أعجب به بمجرد قراءة السيناريو وقرر أنه ينتجه بنفسه، وكانت هذه بداية الإنطلاق لمحمد خان في عالم الإخراج وقام بعدها بإخراج العديد من الأفلام المميزة حتى يومنا هذا مثل طائر على الطريق عام 1981، والحريف عام 1983، وخرج ولم يعد 1984، و«زوجة رجل مهم» عام 1988، و«أحلام هند وكاميليا» عام 1988، و«سوبر ماركت» عام 1990، و«أيام السادات» عام 2001، و«في شقة مصر الجديدة» عام 2007.

محمد خان وكتابة السيناريو والتأليف

لم تتوقف موهبة محمد خان على الإخراج فقط، ولكنه اتجه لكتابة السيناريو والتأليف للعديد من الأفلام من أبرزها «سواق الأتوبيس» من إخراج عاطف الطيب عام 1982، و«موعد على العشاء» 1981 و«فارس المدينة» 1992 حصلت العديد من أفلام محمد خان على الجوائز من بينها جائزة أفضل ممثل لأحمد زكي عن دوره في فيلم «زوجة رجل مهم» من مهرجان دمشق السينمائي الدولي، وجائزة أفضل ممثلة لنجلاء فتحي عن دورها في فيلم «أحلام هند وكاميليا» بمهرجان طشقند الدولي بالاتحاد السوفييتي.

وفاة المخرج الكبير محمد خان

وآخر جوائزه حصول فيلمه «فتاة المصنع» على جائزة الصحافة الدولية لأفضل فيلم روائي طويل من مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته العاشرة.

توفي المخرج محمد خان في 26 يوليو عام 2016 عن عمر ناهز 73 عاما في أحد مستشفيات القاهرة إثر أزمة صحية ورحل عن عالمنا تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا ومميزًا ومدرسة في الإخراج السينمائي تدرس أعماله من خلالها حتى الآن.