| في ذكرى ميلاد بطل «لورانس العرب».. محطات في حياة النجم العالمي عمر الشريف

أطل علينا بوجهه الوسيم ليخطف الأنظار ويسحر جمهوره من كل أنحاء العالم، ليصبح أول فنان بأصل ولغة ونشأة شرقية عربية يصل إلى العالمية بجدارة، ففي مثل هذا اليوم الـ 10 من أبريل عام 1932 ولد الفنان الذي لم يكن أبدًا «غريبا» في بيوتنا بل كان بفنه ممثلًا وفنانًا من الصعب أن يتكرر مره أخرى العالمي «عمر الشريف».

الإسكندراني صديق شاهين

ولد الفنان عمر الشريف في الإسكندرية وكان ابنًا لعائلة ميسورة الحال وكانت والدته سيدة أرستقراطية، واسمه الحقيقي «ميشيل ديمتري شلهوب» لكونه كاثوليكيًا قبل أن يعتنق الإسلام، وعشق «الشريف» التمثيل منذ نعومة أظافره فقدم أول أعماله ولم يتجاوز سنه الـ12 عامًا، وزامل في مرحلة المدرسة المخرج العالمي يوسف شاهين، الذي علم جيدًا حبه الشديد للسينما ومن ثم قدمه في بطولة الفيلم الشهير «صراع في الوادي» عام 1953 أمام النجمة الراحلة «فاتن الحمام» والذي كان بمثابة نقطة انطلاق لـ«الشريف» في السينما، بل كان أيضًا بداية ثنائي فني لم يفترق.

من الوادي إلى لورانس العرب

ترك لنا النجم عمر الشريف أعمالًا سينمائية خالدة لن تتكرر، فقدم لنا أكثر من 30 فيلمًا عاشت معنا حتى الآن، وتعاون فيها مع أشهر المخرجين مثل يوسف شاهين وكمال الشيخ وعاطف سالم وفطين عبد الوهاب، وكذلك مع أجمل نجمات السينما المصرية مثل فاتن حمامة وسعاد حسني وهند رستم، وضمن أهم أعماله بالسينما المصرية «أيامنا الحلوة، صراع في النيل، إشاعة حب، نهر الحب، سيدة القصر، فضيحة في الزمالك».

وكان فيلمه «في بيتنا رجل» عام 1962 هو بوابته للعالمية، فتعرف من خلاله على المخرج العالمي ديفيد لين، الذي أعجب به كثيرًا في الوقت الذي كان يبحث فيه عن ممثل عربي لبطولة فيلمه العالمي «لورانس العرب» وبالفعل ضمه إلى طاقم العالم، ليقدم «عمر» تحت إشراف «لين» دور «الشريف علي»، ومن ثم يصبح الفيلم واحدًا من أهم الأفلام التي جاءت في تاريخ السينما بشكل عام، ومنذ تلك اللحظة اتجهت أنظار العالم الغربي نحو «عمر» بملامحه العربية واستغل «ديفيد لين» ذلك، وقدمه مرة أخرى في فيلم دكتور جيفاغو، ومن بعده أكثر من فيلم مثل «الثلج الأخضر» وفيلم «الرلولز رويس الصفرا».

زواجه من سيدة الشاشة العربية

عاش لورانس العرب «عمر الشريف» وسيدة الشاشة العربية قصة حب لا مثيل لها، وقد بدأت أثناء تمثيلهما فيلم «صراع في الوادي» الذي انطلقت من بعدها الشائعات بوجود علاقة ارتباط بين الثنائي، وبالفعل أعلنا زواجهما عام 1955، وأنجبا ابن عمر الشريف الوحيد «طارق»، وكان انشغال عمر الشريف وسفره في الخارج بعد شهرته الكبيرة بعد فيلم لورانس العرب لها عامل كبير في انتهاء تلك القصة الذي يحكي عنها الجميع حتى الآن، وأعلن الثنائي عام 1974 طلاقهما بشكل رسمي، ولكن أكد «لورانس العرب» في أكثر من لقاء أنه لم يحب امرأة مثلما أحب «فاتن الحمامة» حتى أنها هي كانت زوجته الوحيدة ولم ينجب من غيرها.

آخر أعماله ورحيله

ويعد فيلماه «حسن ومرقص» مع الزعيم عادل إمام و«المسافر» مع النجم خالد النبوي هما آخر أفلامه الروائية، ليرحل لورانس العرب عن عالمنا عام في الـ10 من مايو عام 2015 تاركًا لنا بصمة فنية عالمية لم تتكرر في فنان من بعده.