على الشاشة ظهر رمسيس زخاري، ليرسم البهجة في قلوب الكبار والصغار، عبر برنامجه الكاريكاتيري الذي شمل أفكارا للفئات العمرية المختلفة، بعد عرض الفكرة على المخرج الكبير شكري أبو عميرة، الذي رحب بها على الفور؛ ونجح البرنامج في جذب الناس وعرض المواقف بين الفنانين واستضاف كبار الشخصيات، ما جعله يستمر لأكثر من عشرين عامًا، وفي الكواليس مواقف مميزة ولمحات إنسانية تعرضها السطور التالية، تزامنًا مع ذكرى ميلاد الفنان الكريكتيري الكبير رمسيس زخاري.
كيف كان رمسيس زخاري خلف الأضواء؟
في استعادة لذكريات البرنامج الذي استمر 25 عامًا، يروي المخرج الكبير شكري أبو عميرة لـ«» كيف كان صديقة الفنان رمسيس زخاري خلف الكاميرات، واصفًا إياه بالصحفي الذي لديه رصيد هائل من المعارف في الوسط الفني والصحفي، كذلك امتاز بخفة الظل في الواقع؛ وجوانب إنسانية عدة، قائلًا:«كان خفيف الظل، ولما قابلني وقالي عايز أعمل صفحتين اللي بيعملهم يا تلفزيون يا في مجلة صباح الخير، رحبت الحقيقة، وعرضت الفكرة على أستاذة سامية صادق، رئيس التلفزيون، في ذلك الوقت، وعملنا نقدا لاسعا لكل الفنانين والكتاب من خلال صفحتين الكاريكتير اللي بيعملهم وعملنا في كل حلقة زي الأسر والجيران والفنانين الكبار»، لما كانت الفكرة من «زخاري» لتحويل صفحاته لبرنامج تلفزيوني رحب بها قطاع التلفزيون كذلك صديقه « أبو عميرة» الذي استمر معه حتى اخر ايامه.
لمحات انسانية في حياة صانع البهجة
لم تكن كواليس البرنامج عادية، فقد شملت الكثير من اللمحات الإنسانية، وتحول الإعلامي والصحافي رمسيس زخاري مع الوقت هو وأسرته إلى عائلة واحدة، يروي «أبو عميرة» قائلًا: «الكواليس اللي خلف البرنامج اللي استمر لأكتر من 25 سنه، كنا ديما بنشتغل في رمضان ونعمل المونتاج ونحضر في رمضان، رمسيس مكنش بيحسسنا إنه مسيحي كان بيشاركنا الصيام لآخر اليوم، ونفطر ونتسحر في التلفزيون في غرف المونتاج وكان شخصية جميلة جدًا».
يستمر شكري أبو عميرة في وصفه لصانع البهجة بفنه وخفة ظله قائلًا:«كان رمسيس زخاري ليه علاقة وطيدة بكل كتاب وفناني مصر بصفته الصحافية، والحقيقة عملنا البرنامج ما يقرب من 25 سنه، كل حلقة كنا بنلاقي فيها كواليس جديدة وجميلة، كان في مرة عايز يصور مع عادل إمام كلمة وقاله عايز أسجل معاك، قاله أنا مسافر لمسرحية برا قابلني في المطار الساعة 4، عملنا حلقة وكانت من أحلى الحلقات في برنامج يا تلفزيون يا، وخدناه وهو في المطار مع أصدقائه والفنانين المشتركين معاه في المسرحية وكانت كواليس جميلة، صحينا الساعة 2 صباحا وعملنا حلقة عادل إمام وكانت متميزة».
بين الذكريات التي لم ينساها شكري أبو عميرة في حلقات برنامج «يا تلفزيون يا» حلقة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، والتي قال عنها:«عملنا حلقة مع الكاتب الكبير حسنين هيكل، ومكنش بيسجل مع تلفزيون خالص كان مذاكر أوي شخصية الكاتب حسنين هيكل، وكان بيعمل كاريكتير حول شخصيته ونقد لبعض مقالاته، وكان هيكل لأول مرة يشارك في برنامج كاريكتير ويؤكد الحالة الاجتماعية، النقد الكريكتيري: كان بيكلموا حول كتاباته كان بخفة دم أستاذ محمد حسنين هيكل يجاوب عليه بطريقة نقدية للموقف في ذلك الوقت».
لم يغضب «هيكل» من نقد «زخاري» في فنه الكاريكاتيري خلال استضافته، لكنه استقبل النقد برد آخر ناقد وبروح خفيفة الظل، كذلك الفنانين من الضيوف الذين استضافهم «زخاري» في برنامجه الشهير لمدة زادت عن عشرين عامًا طيلة حياته، وكان ينوي إعادته من جديد، لكن الموت أنهى ما خطط له في آخر أيامه، ليرحل رمسيس زخاري تاركًا إرثًا من الفن الكاريكتيري، وحلقات مازالت تُعرض من يا تلفزيون يا».