| في ذكرى ميلاد مكتشف الإنسولين.. قصة «غرانت» من المعاناة إلى نوبل

في بدايات القرن العشرين، لم يكن هناك علاج لمرض السكري؛ إذ كان الحل الوحيد لعلاجه هو اتباع حمية غزائية قاسية، تؤثر على مصابيه بالمجاعة والضعف الشديد؛ ولكن وفي مثل هذا اليوم ولد طبيب كندي، استطاع أن يكتشف بعد ذلك علاج الإنسولين المستخدم في علاج السكري.

فردريك غرانت بانتنغ، هو طبيب كندي ولد في 14 من نوفمبر عام 1891، حصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء، مناصفة مع الأسكتلندي جون مكليود، وهو المكتشف الأول لعلاج السكري عام 1921، وسنقدم لكم خلال هذا التقرير قصة هذا العالم ومعاناته المادية، وكيفية اكتشاف الإنسولين، حسب ما ذكر موقع «NobelPrize».

قصة غرانت من المعاناة المادية إلى الاكتشاف العالمي

كان «بانتينغ» في إحدى جبهات الحرب العالمية الأولى، وبعد عودته، قام بأتسيس عيادة خاصة في مدينة لندن الكندية، وكان دخله من العيادة ضعيفًا جدًا؛ لذا قرر أن يقوم بإعطاء بعض المحاضرات في الجامعة بمدينته، وفي يوم من الأيام وأثناء إلقاء محاضرة عن الأطعمة النشوية، واستقلابها بعد أكلها، استوقفه أمر هذا التفاعل الكيميائي، واضطر بعده أن يبحث في الموضوع أكثر وأكثر، وخاصة في مادة الجلوكوز، ووجد احتمال أن يكون للبنكرياس دور في تحويل هذه المادة واستقلابها، فقرر أن يكمل الأبحاث السابقة في هذا المجال.

وكان الشيء الرئيسي الذي يدور في ذهنه هذه الفترة أن هناك مادة مجهولة يصنعها البنكرياس هي المسؤولة عن تفاعل المواد النشوية، وهذه المادة هي الإنسولين التي لم يستطع أحد أن يكتشفها إلى ذلك الوقت.

إجراء التجارب على الكلاب

ألح «بانتينغ» على البروفيسور ماكليود، أن يسمح له بإجراء التجارب في مختبر صغير، فوافق البروفيسور، بإجراء التجارب على 10 كلاب، وبعد التجارب العديدة ماتت هذه الكلاب جميعها، وحاول عدة محاولات فاشلة أخرى إلى أن وصل إلى الكلب رقم 410، والذي قام بحقنه بخلايا بنكرياس كلب سليم، وحلل دمه بعد ساعة ليتفاجأ بأن نسبة السكر في دم الكلب وصلت إلى معدلها الطبيعي.

وتم بعد ذلك إجراء التجارب على البشر لينجح العلاج الجديد مع الشاب ليونارد ثومبسون، الذي كان على حافة الموت بعد إصابته بمرض السكري، وبعد حقنه بساعة انفخضت نسبة السكر في دمه بالتدريج لتصل إلى معدلها الطبيعي بعد 12 ساعة.